لا تقليل ولا تهليل!

ت + ت - الحجم الطبيعي

ساعة للفرح ويوم للعمل.. هكذا سيكون شعارنا في مشوار كأس العالم.

أهم معاني فوز منتخبنا الوطني الإماراتي على اليابان في طوكيو بالأمس، في مستهل المشوار الحاسم والطويل والصعب، المؤهل لنهايات كأس العالم بموسكو 2018، إنه أكد لنا صدق المقولة التي نرفعها، والتي تقول »نعم نحن نستطيع«.

أهمية هذا الفوز تكمن في أنه أعطاك صك الثقة في قدراتك وإمكانياتك، فليس من السهل أن تفوز في بداية المشوار على أهم منتخب في القارة، المنتخب الذي لم يتخلف عن كأس العالم خمس مرات متتالية منذ أن احترف! المنتخب الذي استدعى 14 لاعباً محترفاً من أوربا خصيصاً لمباراة الأمس التي انهزم فيها من الأبيض الإماراتي بلا محترفين خارج الحدود!

الثقة، كنا في أشد الحاجة إليها، ومن هذه المباراة تحديداً، ومن هذا الفوز التاريخي الذي تحقق في وقت عبقري إذا جاز التعبير!

نعم نحتاجها من أجل المشوار الطويل الذي يستمر لعام كامل، ونحتاجها أكثر الآن من أجل مباراة أستراليا هنا على أرضنا وبين جماهيرنا بعد أربعة أيام فقط!

من الآن أقول إنه فوز للنسيان أخذنا نقاطه الثلاث وفرحنا بما فيه الكفاية، ودقت ساعة العمل من جديد من أجل المباراة القادمة، من أجل ثلاث نقاط جديدة، وهكذا سيكون التعامل بمنتهى العقل »لا تهليل ولا تقليل«!

من الأهمية الآن قبل أن نغلق الملف، أن نشيد بشجاعة المنتخب وثباته، ونبارك له ولجهازه الفني، وأن نعترف لهؤلاء الناس أنهم كانوا يعملون بجد وتفان طوال الفترة الماضية.

ومن الأهمية أيضاً أن نرفض كل أشكال التشكيك في أحقية المنتخب بالفوز، هذا لا يجوز، وليس له مكان، بل هو من العيب والضحالة!

ليس من العدل أن ننسب الفوز لضعف في المنتخب الياباني! فمنذ متى كان ضعيفاً؟ هل أصبح ضعيفاً فقط لأننا فزنا عليه؟!

لماذا لا نقول كنا أقوياء، نعم كنا، ونحن نغلق المساحات بوعي أمام فريق يفضلنا هجوماً، لماذا لا نقول ونحن نتمكن من التعادل بعد 9 دقائق فقط من هدف السبق الياباني؟ نعم لماذا لا نقول كنا أقوياء، ونحن نصنع فرصة خطيرة داخل المنطقة أسفرت عن ضربة جزاء صحيحة؟ لماذا لا نقول أقوياء وهذا أحمد خليل يسجل »بشقاوة« وبقلب حديد وبثقة الكبار، يسجل هدفاً أخرج الفرحة من عقالها!!

ولماذا لا نقول كنا أقوياء ونحن نسد خلل الدفاع في الشوط الثاني، ونصمد ونستميت بنظام دقائق كثيرة حرمنا فيها الفريق المنافس من بلوغ التعادل!!

كلمات أخيرة

شكراً للمنتخب على هذه البداية التاريخية اللافتة، والذي قال عنها تاريخية هو موقع الفيفا نفسه، الذي تغزل في هذا الفوز الكبير ودلالته.

ما أروع أن تكون أول تهنئة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، ويا محلاها من تهنئة، حرص فيها سموه على تثمين الفرح الذي انتاب شعب الإمارات بسبب منتخبه وبسبب مدربه ابن البلد.

قلت بالأمس إنها بداية وليست نهاية مهما كانت النتيجة، وهكذا سنتعامل، من الغد سننسى النتيجة وتبقى فقط آثارها الإيجابية التي تغرس الثقة وتنفر من الغرور !

من الغد سننتقد، سنركز على السلبيات والأخطاء، من أجل تداركها في مباراة أستراليا، حتى يستمر المدد، وتزيد نوبات الثقة، ويتقارب الحلم اللذيذ.

Email