بداية وليست نهاية!

ت + ت - الحجم الطبيعي

ليس من العدل أن نحكم على مهمة قبل أن تبدأ.

كما أنه ليس من العدل أن نحكم على مصير منتخبنا الوطني الإماراتي من مباراة واحدة مهما كانت نتيجتها إيجابية أو سلبية!

أقول ذلك بسبب الهواجس الكثيرة التي انتابت الجماهير قبل أن يبدأ المنتخب الخطوة الأولى، في مشوار التصفيات النهائية المؤهلة لنهائيات كأس العالم بموسكو 2018، في الثانية والنصف من ظهر اليوم، مع منتخب اليابان هناك في العاصمة طوكيو.

انقسمنا بين متفائل ومتشائم ولكل من الفريقين أسبابه التي يستطيع أن يقنعك بها.

لن أذهب كثيراً، ولا أفضل الغوص في هذه المعاني، فكلها ساعات قليلة وتتضح الكثير من الأمور وليس كلها، لأن المشوار طويل وممتد حتى سبتمبر من العام القادم، من خلال 10 مباريات كاملة، سنخوضها مع اليابان وأستراليا والسعودية والعراق وتايلاند ذهاباً وعودةً.

لكن هناك بلا شك معاني ودلالات سيكشفها هذا اللقاء ستكون من باب المؤشرات ودعونا نتوقف قليلاً عند النقاط التالية:

أولاً: هو لقاء في غاية الصعوبة ليس لمنتخبنا فحسب، بل لمنتخب اليابان أيضاً، هكذا هي سمات المباريات الافتتاحية.

ثانياً: من البديهي ان تكون الترشيحات لمصلحة المنتخب الياباني، لأنه الأفضل في التصنيف، ولأنه في المطلق هو الأقوى، ولأنه يلعب المباراة الافتتاحية على ملعبه وبين جماهيره، وهذه ميزة ستظل أبد الدهر مهما قللوا منها.

ثالثاً: يمتلك الفريق الياباني ميزة لا نستطيع إدراكها ولو بعد حين لأسباب متشابكة ومعقدة، وليس ذلك أوان الحديث عنها، وهي قيمة الاحتراف الخارجي، ويكفي أن نعلم أنهم استدعوا 14 لاعباً محترفاً في أوروبا من أجل المباراة!

رابعاً: في مقابل كل ذلك وغيره لديك نقاط إيجابية هي سلاحك في مثل هذه المواقع الصعبة، ولا شك أنها مدركة لدى الجهاز الفني، ومن الجائز جداً حال استغلالك لهذه النقاط أن تخرج بنتيجة إيجابية، تعينك في بداية المشوار الطويل والقاسي.

خامساً: لن أتحدث عن النقاط الفنية فالمدرب أدرى بها، لكن هناك نقطة وحيدة أريد أن أذكر بها وهي إحدى النقاط المضيئة في منتخبنا، وهي تتمثل بوجود لاعب بموهبة عموري، وبالتأكيد ليس في صفوف اليابان لاعب في موهبته، مثل هذه النوعية من اللاعبين قد تقلب الموازين في لحظة، ولو من تمريرة واحدة ساحرة من هجمة مرتدة!!

سادساً: إذا كانت القرعة قد أوقعتنا مع اليابان في أول مباراة هناك وكرهنا ذلك، فهم أيضاً بالتأكيد ما كانوا يتمنون هذا المنتخب الإماراتي بالذات الذي أضاع عليهم كأس آسيا الأخيرة بأستراليا، والمنتخب الوحيد الذي هزمهم فخرجوا!

كلمات أخيرة

Ⅶفي كل الأحوال هي مباراة بداية وليست نهاية، وهذا من جميل الأقدار.

Ⅶلا يمكنني تغافل مدى التأثير الحلو الذي نحن في أمس الحاجة إليه لو خرجنا بنتيجة إيجابية، فمثل هذه المشاهد تفعل فينا فعل السحر، أتمناها مثلكم إيجابية، وإذا حدث التعادل مثلاً، فسوف تكون فرحته وتأثيره أغلى من الفوز.

Ⅶلن أختم إلا بما قلته أمس، ليس مطلوباً من الجميع إلا أن يؤدي دوره على الوجه الأكمل، جهداً وتضحيةً وتعقلاً، وهذا حال حدوثه إن لم يأت بنتيجة نتمناها، فلن يأتي بنتيجة نخشاها... قلوبنا معكم.

Email