يحيا الفساد !!

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تكن هناك مفاجأة، فاز الفساد وسقطت النزاهة !!

إن لم تكن هذه هي حسابات الدنيا الآن، فهي على الأقل حسابات منظمة الفيفا الفاسدة، وحسابات المصالح المعقدة، وحسابات الخوف من بلاتر الذي سيصفي حساباته قطعاً مع من أعطى صوته لمنافسه !!

فاز العجوز الداهية بلاتر بولاية خامسة رئيسا لجمهورية الفيفا لأربع سنوات مقبلة، وهي كافية إن أكملها، لكي يحمي نفسه ويحمي قراراته على الأقل، بعد أن فشل في حماية رجاله وأنصاره الذين يتساقطون واحداً تلو الآخر في قبضة القضاء حتى بلغ عددهم 14 شخصا من كبار المسؤولين والمنتخبين !!

الأمير علي بن الحسين الرجل الشجاع الذي خاض المغامرة ولم يكملها، حيث انسحب في المرحلة الثانية من التصويت، بعد أن فشل بلاتر في الحصول على ثلثي الأصوات في المرحلة الأولى، حيث نال 133 صوتا مقابل 73 للأمير، وعندما همت الجمعية العمومية في التصويت للمرحلة الثانية والحاسمة والتي كانت تتطلب لنجاح أيا من المرشحين نسبة 50 في المئة 1 إذا بالأمير يفاجئ الجميع بالانسحاب من المعركة ليفوز بلاتر دونما حاجة لمزيد من الاقتراع !

وللتوضيح فهذا الذي حدث يعني أن بلاتر لم يفز على الأمير لأن عملية الانتخابات لم تكتمل، وأن الأمير لم يخسر بالتصويت، بل خسر بالانسحاب !

والسؤال: لماذا انسحب الأمير رغم حصوله على 73 صوتا، والإجابة ببساطة لأن حصول بلاتر على 133 صوتا في المرحلة الأولى لم يكن يعني سوى شيء واحد أنه سيفوز في المرحلة الثانية وربما بصورة حاسمة، لأن الأصوات التي جمدت نفسها في المرحلة الأولى وعددها يزيد على الثلاثين صوتا ستعطي للمرشح الذي سيفوزبالتأكيد، أي بلاتر، كما أن عددا كبيرا من الذين صوتوا للأمير في المرحلة الأولى كان من الممكن أن يتحولوا في المرحلة الثانية، تجنبا لشرور بلاتر عندما يفوز !!

لقد أدرك الأمير في تلك الدقائق الفاصلة بين المرحلتين الموقف، وتأكد له، أنه لا فائدة، فمصالح بلاتر وأنصاره أقوى من الشرف ومن النزاهة ومن الشفافية، وهي القيم الصادقة التي اعتمد عليها الأمير علي في حملته الانتخابية وصدقها الناس لكنهم لم يعملوا بها !

الأمير في كل الأحوال كان شجاعا وهو يقرر دخول الانتخابات ضد غول اسمه بلاتر، يجيد الدهس على خصومه !! وكان شجاعا وهو يستمر في المعركة حتى النزع الأخير، حتى تأكد أنه لا فائدة، وأن دولة الظلم والفساد والكذب والطمع ما زالت قوية !!

بناء على ردود أفعال الصحافة العالمية، لم يفرح أحد لفوز بلاتر، ولم يتفاجأ أحد بفوز بلاتر، رغم الزلزال العاصف الذي ضرب الفيفا عشية الانتخابات وعراها، إذ تم القبض على 7 من كبار المسؤولين المتورطين بجرائم مخلة بالشرف والأمانة، وبعد اقتحام الفيفا لأول مرة في تاريخها من قبل رجال الشرطة لضبط وثائق مخلة، وبعد أن أكد القضاء الأميركي أن 14 شخصا من رجال الاتحاد الدولي لكرة القدم متهمون بالفساد والرشى !

بلاتيني العدو اللدود لبلاتر قال أنا فخور بعلي بن الحسين وبحملة الشفافية والنزاهة، ورئيس الاتحاد الانجليزي قال: بلاتر وقف متفرجا لمدة 16 عاما !!

قالت الجارديان الفرنسية " بلاتر نجا لأن هناك الكثير من المصالح، وهذه المصالح تتجاوز الرشى وفساد الأفراد "، وقالت صحيفة لوفيجارو " نظام بلاتر يعتمد على الكذب والطمع "، أما الصحافة الأميركية التي فجرت الفضائح الأخيرة فقالت باقتضاب: " انتظروا المزيد من الفضائح" !

كلمات أخيرة

* لأن دولة الظلم من الممكن أن تسود لبعض الوقت وليس كل الوقت، فأتوقع على المستوى الشخصي أن لا يكمل بلاتر هذه الدورة، وأن تنقلب كل الأمور"إياها" رأسا على عقب، والأيام بيننا !!

Email