وقت الاستمتاع!

ت + ت - الحجم الطبيعي

أجمل فترات كرة القدم تلك التي تلعبها للاستمتاع، وإذا كنت قادراً على ذلك، فتأكد أنك سوف تجلب المتعة لمن يتفرج عليك.

وبالمناسبة، فالدعوة إلى الاستمتاع بكرة القدم التي أطلقها المدرب الكبير زلاتكو وأوصى بها لاعبيه في مباراتهم أمام نفط طهران الإيراني في ختام مبارياته بالدور الأول لدوري أبطال آسيا، لا تعني التكبر ولا تعني الاستهانة بالمنافس، بعد أن ضمن الفريق التأهل إلى الدور ثمن النهائي، بل على العكس، فأي فريق قادر على الاستمتاع بكرة القدم يكون في أحسن حالاته وقادراً على الفوز في الوقت نفسه.

العين في هذا التوقيت، سواء في مباراته اليوم آسيويا أمام نفط طهران، أو يوم السبت المقبل وهو يلعب مباراة التتويج أمام الشارقة، مطالب بإمتاع جماهيره على الصعيدين، وهذا حقهم بعد أن فاز فريقهم ببطولة الدوري قبل النهاية بثلاث جولات، وبعد أن تأهل إلى نهائيات دوري أبطال آسيا قبل أن تنتهي مباريات دوري المجموعات بجولة كاملة..

ومثل هذه المباريات تكون مهمة لاستكمال المشهد الجميل من ناحية، وفيها من معاني تأكيد الجدارة الكثير، لكن كل ذلك يتم دونما ضغوط هائلة، ومن هنا وجبت الدعوة إلى الاستمتاع بالمباريات لكي تستمتع في الوقت نفسه الجماهير المحبة لفنون الفريق العيناوي في كل مكان.

وتسألني: هل هذا يكفي، أقول لك: في هذه المرحلة نعم، من حق العين أن يفرح ببطولة الدوري، فهو لقب محلي هو الأصعب والأقوى، كما أن الوصول إلى ثمن النهائي الآسيوي لا يعتبر إنجازاً في حد ذاته، بل هو إنجاز مرحلي إذا جاز التعبير، لأنه المعبر الذي لا يمكن تحقيق الإنجاز الأكبر بدونه، كما أن تجاوز دوري المجموعات يكون دائماً له ثمنه، لأنه يتحقق وسط المعمعة والزحام، أما الأدوار النهائية فتتفرغ لها الفرق المتأهلة، وتكون شغلهم الشاغل.

في هذا الموسم، ستكون المطالبة جماعية ولا هوادة فيها، أن يكمل الزعيم فيها المشوار الآسيوي حتى نهايته، لن يرضى أحد دون الوصول إلى المباراة النهائية، ويكون وجها لوجه أمام اللقب الذي كان أول الذين أحرزوه في عام 2003.

أقول ذلك ليس من باب فتح الصدر أو تحميل العين ما هو فوق طاقته، فهو بشهادة كل المنافسين الكبار أهل لذلك، والجميع في آسيا يعرف قدر العين ويعمل له ألف حساب.

كلمات أخيرة

Ⅶ أكتب قبل مباراتين مهمتين، الأولى في الآسيوية حيث يلعب الأهلي أمام تراكتور الإيراني والتأهل لا يكفي للفوز عليه، بل لا بد من تعثر ناساف الأوزبكي بالخسارة أو التعادل أمام أهلي جدة، وهي مهمة مزدوجة لا تكون مأمونة العواقب، ومن يدري! أما المباراة الثانية، فهي موقعة إماراتية في منافسة خليجية بين القطبين النصراوي والشبابي، وهي أشبه بشوط أول حيث يكون للأمل بقية في مباراة العودة.

Ⅶ لا حديث للساحة الكروية إلا عن الأقدار التي صعدت بالشعب إلى دوري المحترفين، وأعطت ظهرها لدبي في مشاهد اللحظات الأخيرة التي لا تنسى، إنه السر في تلك الدموع الحبيسة التي انغمرت من عيني المدرب عيد باروت، وأبت أن لا تتوقف، سبحان الله، لكنها في الأول وفي الآخر أحكام كرة القدم!

Email