الأفعى والكلب!!

لفت انتباهي خبر منشور اليوم عن عودة بعثة منتخب الشباب من ميانمار حيث تقام نهائيات كأس للشباب وهي البطولة التي شهدت خروجا دراميا وخسارة فرصة التأهل إلى مونديال الشباب المقرر العام القادم في نيوزيلندا، الخسارة من مباراة التأهل للمونديال في ربع نهائي البطولة كانت مفاجأة غير متوقعة لا سيما أنها حدثت من منتخب ميانمار وعلى الرغم من انه فريق الدولة المنظمة إلا أنه على الورق لم يكن يمثل عقبة إلا أنه من الفرق المغمورة آسيويا ولم يسبق له تحقيق أي إنجاز، وبالتأكيد فهم لن ينسوا أبدأ منتخب الإمارات الذي كان كريما وأهداهم الصعود لأول مرة لنهائيات كأس العالم للشباب، وهكذا هو منتخبنا دائما يعطي الفرصة للمغمورين حتى لو كان على حساب نفسه .. منتهى الكرم!!

لم أتفاجأ مثلا بالاستقبال الكبير للبعثة في المطار، فهو أيضا من متطلبات الكرم، وايضا لم أتفاجأ بأن الجنرال (حظ) ولا أحد غيره كان السبب الرئيسي في عدم التأهل للمونديال الذي ذهب إليه هذا المنتخب ثلاث مرات من قبل! وأيضا لم أتفاجأ بأن مسؤولية ضياع حلم جيل بأكمله قد ضاعت بين القبائل وتحملها الجنرال حظ بشجاعة نيابة عن المدرب واللاعبين واتحاد كرة القدم!

لكن الذي فاجأني قصص وحكايات أوردها الصحافي المرافق ضمن تقريره من منطلق أنها كانت معوقات وقفت في طريق تحقيق الانجاز، من بينها الزحام والمرور، والجماهير المحتشدة المساندة لفريقها وكل هذا نتفهمه، أما الذي لم أتفهمه حكايات أخرى تبدو مرعبة أحيانا ومثيرة للسخرية أحيانا اخرى!!

قال التقرير إن المنتخب فوجئ بأفعى كبيرة أمام غرفة الملابس يزيد طولها عن متر واثارت رعبا في صفوف اللاعبين قبل النجاح في التصدي لها وقتلها من قبل الأمن، معنى الكلام أن هذه الأفعى كانت في استقبال المنتخب لدى دخوله غرفة الملابس ولا أدري هل كان ذلك بفعل فاعل أم من قبيل الصدفة، ولم يكتف التقرير بحكاية الأفعى التي ربما كانت أحد الأسباب المهمة في الهزيمة، بل تجاوزها إلى حكاية الكلب «ابن الكلب» الذي نزل أرض الملعب خلال المباراة وزار مقاعد الاحتياطيين الخاصة بمنتخبنا مستخدما حاسة الشم بالتأكيد ثم ذهب ناحية مرمانا ولم يذهب مطلقا ناحية الفريق المنافس، وإذا كان الثعبان أحد الأسباب المهمة في الخسارة لأنه أفزعنا قبل أن نلعب، فإن الكلب ابن الكلب، هو الآخر كان أحد الأسباب، لأنه استقصد فريقنا دون الفريق الآخر، وسبب لنا إزعاجا، وربما أفقدنا التركيز وضاعت الفرص الكثير التي لاحت للتسجيل بسببه!!

الآن فقط عرفنا لماذا ضاعت فرصة التأهل لكأس العالم أمام ميانمار، وماذا نريد أكثر من الجنرال حظ، ومن الأفعى التي كانت تسعى حول غرفة الملابس، ومن الكلب الذي كان يحوم حول منتخبنا خلال المباراة!!

آخر الكلام

Ⅶ في العادة ربما يكون سبب واحد كافيا لتبرير الخسارة، أما في مسألة منتخب الشباب فهناك ثلاثة أسباب، إذا لم تقتنع بها كلها، فعليك باختيار واحد، إما الحظ الملعون أو الأفعى السامة أو الكلب «السائب»!!

Ⅶ ميانمار مبروك، نعم كسبتم الذهاب لكأس العالم لأول مرة في تاريخكم، لكننا كسبنا ما هو أهم، الفضل والثواب!!

الأكثر مشاركة