باكيتا .. باكيتا !!

ت + ت - الحجم الطبيعي

جددوا له خمس سنوات كاملة .. يا له من إجراء إداري .. هل تراه مثيراً للدهشة .. أم تراه مثيرا للإعجاب ؟!

انهم إدارة نادي الشباب .. وإنه المدرب البرازيلي باكيتا .. وإنه التجديد حتى العام 2018 أحيانا وأحياكم الله.

التجديد يفتح قضية القضايا .. "اختيار المدربين" .. من هو المدرب الذي يصلح لك .. من يختاره .. مدة التعاقد .. قرار التجديد .. قرار الاستغناء أو الإقالة ومدى صوابه وتوقيته.

الشباب تجاوز كل ذلك وفتح باباً جديدا لم يكن على بال أحد، ولم يفكر فيه أحد، ولم يتوقعه أحد، يبدو غريبا في زمن الاحتراف تحديداً، زمن الاحتراف الذي نأكل فيه المدربين أكلا، ونستهلكهم كما نستهلك أشياءنا البسيطة دونما اكتراث. لم يعد غريبا عندنا أن يستهلك أحد الأندية خمسة مدربين في موسم واحد، ولم يعد غريبا عندنا أن تقوم كل الأندية بلا استثناء بترحيل مدربيها في موسم واحد ويستوي في ذلك الكبار والصغار معا .. من يملك ومن لا يملك !

يأتي الشباب وسط هذه "الهيصة" ويتخذ قرارا مختلفاً، بدلا من "التفنيش الدائم"، الاستقرار الدائم، وبدلا من استخدام المدرب "كبش فداء" كما جرت العادة، أو شماعة نعلقها وقت اللزوم لحماية أنفسنا. فالمدرب عندهم .. هو بطل الرواية، هو الشخصية الرئيسية المصانة والمحترمة، والدليل ليس كلمات تقال بل هو أفعال قوية وجريئة على أمثال تجديد التعاقد لتصل الفترة إلى خمس سنوات كاملة.

نعم أعطى الشباب نموذجا للإيمان بفكرة الاستقرار، والأهم أنه أعلن عن نفسه أيضا نموذجا لرفض فكرة ربط عمل المدرب بنتيجة المباريات أو حتى تحقيق الألقاب بشكل سريع، نعلم جميعا أنه "ياما" مصير مدربين يعلق بنتيجة مباراة .. لو فاز فيها يستمر .. ولو أخفق فيها يرحل غير مأسوف عليه !

شخصياً لست مع استمرار المدربين لفترات طويلة، لكن يبدو أن نادي الشباب يحاول إقناعنا بعكس ذلك، ليس أمامي خيار آخر سوى الإشادة بهذه الجرأة أو المغامرة، فهي أكيد محسوبة هكذا عودنا الشباب دائما بأنه يحسبها وبدقة ويقنعنا حتى بعكس ما نؤمن به.

كلمات أخيرة

- لا زلت أتذكر كلمات سامي القمزي حول صفقة بيع البرازيلي سياو والإماراتي وليد عباس للأهلي مقابل 50 مليون درهم " لو عاد بي الزمن 50 مرة لفعلت الشيء نفسه".

- هذا التصريح جاء في أعقاب هجوم شديد من الكثير من أنصار نادي الشباب بعد الصفقة مباشرة وكان عندهم حق، وبعد اقتناع المهاجمين أنفسهم في أعقاب انطلاقة الدوري، وكان القمزي هذه المرة هو صاحب الحق، فالناس اقتنعت أن الشباب كسب فريقه وكسب المبلغ الكبير في نفس الوقت.

- "كأس العالم" يختتم جولته بالشرق الأوسط عندما يحط على أرض الإمارات اليوم.

- عقبال تنظيم الإمارات للحدث العالمي نفسه، وأتذكر كلمات بلاتيني التي قالها أمام حشد من الصحفيين بإسبانيا منذ أيام "الإمارات قادرة على تنظيم كأس العالم في المستقبل المنظور".

Email