السركال والجماهير والرحيل !

ت + ت - الحجم الطبيعي

لو كان يوسف السركال يعلم ما سيحدث ربما ما فعل!

على حسابه الخاص في تويتر فتح رئيس مجلس إدارة اتحاد كرة القدم المنتخب يوسف السركال باب الحوار مع الجماهير حول قضية الحكام بخاصة بعد تلك الموجات المتتالية من التشكيك في قراراتهم ونواياهم!

انهالت عليه عشرات الرسائل لدرجة أنه لم يلاحق فاستأذن في تناول العشاء ثم العودة.. الرسائل تحولت من الحديث عن الحكام إلى أشياء أخرى أكثر خطورة بعد أن طالبته بعض الجماهير بالرحيل وتقديم استقالة فورية هو ومجلسه في اتهام صريح ومباشر بأن الاتحاد أخفق في مواجهة الكثير من القضايا.. من بينها قضية العين والأهلي والمدرب الروماني كوزمين وغيرها التي أثبتت ضعف الاتحاد في مواجهة سطوة بعض الأندية وقوتها.

وحقيقة الأمر أن السركال كان صبورا وهادئا ولم يفقد أعصابه في مواجهة رسائل مستفزة ومسيئة قارنت بينه وبين الرئيس السابق محمد خلفان الرميثي.. وأخرى عايرته بعدم النجاح في انتخابات الاتحاد الآسيوي.. وثالثة كانت أشد من هذه وتلك لا نستطيع الخوض فيها لأسباب أخلاقية.. وعلى الرغم من كل ذلك تقبل السركال الأمر بسعة صدر.. وكان بالفعل مثالا للديمقراطية وتقبل الآخر حتى لو أساء.

من ناحية المبدأ نحن لسنا ضد مثل هذه الحوارات.. نحن بالتأكيد مع الرأي والرأي الآخر، ومع حق الناس في أن تعرف حقيقة الأمور، لاسيما في مجال العمل العام، وفي منطقة هامة وحساسة مثل اتحاد كرة القدم، لكن الأمر الذي لا يقبله أحد هي الإساءة والتجاوز والخروج على النص.

أما من ناحية اتحاد الكرة والأخ يوسف شخصيا فأرجو منه أن يهتم جدا بآراء الناس الجادة حتى لو اختلف معها.. وعليه أن يعرف أن اتحاد الكرة في حاجة ماسة لأن يضبط أداءه بخاصة فيما يتعلق بآلية عمل اللجان القانونية وإشكاليات اللوائح المحيطة بها..

والأخطر من ذلك أن الناس بدأت تشعر بضعف الاتحاد في مواجهة بعض أنديته، وأن هناك من يعنيه الأمر ومن لا يعنيه، أصبح يتجرأ على الاتحاد بصورة فجة لا نرضاها لاتحاد الامارات، الذي كان قويا على مر العصور، وكان أشبه بوزارة ورئيسه أشبه بوزير!

 

كلمات أخيرة

رفض السركال رفضاً باتاً المطالبة بحكام أجانب مؤكداً أن أهم ما يميز سلك التحكيم أنه الجهاز الوحيد ربما في الدولة كلها الذي يعمل بطاقة وطنية بنسبة مئة في المئة وأنه من الظلم عدم الحفاظ على هذا المكسب المهم.. وأشار إلى أن الأخطاء البشرية لن تنتهي حتى في وجود الحكم الأجنبي.

قال رئيس الاتحاد للناس التي طالبته بالرحيل: أنا لا أهمش رأيكم وعليكم أن تنقلوا وجهة نظركم لأنديتكم حتى يطالبوا بما يشاؤون في اجتماع الجمعية العمومية.. لأن الجمعية هي الوحيدة صاحبة الحق في كل شيء.

رد "أبو يعقوب" بحكمة في مقارنة عمله بعمل محمد خلفان الرميثي مؤكدا احترامه الكامل لكل ما قام به " أبوخالد " ، وأنه جاء هو ومجلسه من أجل استكمال عمل من سبقوهم .

فعلا الدنيا تغيرت .. لكني لن أتعجل الحكم: "هل تغيرت للأفضل أم للأسوأ" !! .. شاركونا.

Email