روحك رياضية

حيرتونا ودوختونا

ت + ت - الحجم الطبيعي

يوم تفوزون فيها صارت مهمة، وتضعونها ضمن الإنجازات، ويوم تخسرون فيها تذمونها وتصفونها بأبشع الصفات، أطلقوا عليها في البداية اسم «كأس الحليب»، ثم تندروا باسمها فسموها «كأس النيدو»، الذي يفوز فيها يفرح يوم التتويج بدون «قرقعة» أو ضجيج، ومن يخسر فيها لا حرج عليه ولا تقصير، فلقد لعب فيها بالبدلاء، وجرب فيها المصابين والجالسين على الدكة، أو المبعدين من الفريق الأول.

بحجة التركيز على البطولات المحلية، لا تريد التركيز على «الآسيوية»، وكأنك مغصوب على اللعب فيها، رغم أنها أعلى وأغلى البطولات على مستوى القارة، ففي أوروبا يتشرفون بالمشاركة بالبطولة القارية، بل ويغضبون ويخسرون مادياً ومعنوياً، لذلك يقاتلون في سبيل المشاركة بها، فهذه البطولة تزيد من أرباحهم المادية والمعنوية، لدرجة تجعلهم يقيلون مدربيهم بسبب عدم التأهل، كما هو الحال في بطولة أبطال الأندية الأوروبية، التي تفوق مشاهداتها وأرباحها بطولة العالم، فما بال أنديتنا زاهدة في «الآسيوية»، وتشكو وتبكي جراء مشاركتها بها، وكأنها نقمة، وليست نعمة تعطيها شهرة وأرباحاً مادية، ومكاسب معنوية، وترفع من اسم النادي، وتزيد من شهرة نجومه وتألقهم على مستوى القارة أو العالم.

ليس عدلاً أن تدعي إصابة نجومك في «الآسيوية»، والمصيبة أنهم ليسوا بواحد أو اثنين، هم «سبعة»، يحفظهم ربي من العين والحاسدين، وبعدها بيومين، يعود الجميع ليقدموا عرضاً محلياً أمام أقوى المنافسين، وتفوز عليه «بالمصابين»، الذين انطلقوا كالخيول العربية الأصيلة، يرمحون طولاً وعرضاً، ليؤكدوا للجميع أن النادي يدخر جهود هؤلاء للبطولة المحلية، فلقد أعلنها «الجزيرة» في العام الماضي بصراحة، على لسان تين كات، وبدل المرة مرات «هدفنا البطولة المحلية»، للوصول إلى مونديال الأندية، وانتقدنا هذا التوجه وهاجمناه، وها هو الوحدة يحذو حذو الجزيرة، بحجة الإصابات، التي اتضح أنها غير موجودة، بل وخطيرة، فقبل عدة أيام، وبدون المصابين، تخسر بالقارية بالخمسة، وبالأمس تفوز على البطل في المحلية بالخمسة، فوالله لو لعبتم في «الآسيوية» وقدمتم نصف المستوى الذي قدمتموه في «المحلية»، لشرفتم ناديكم ووطنكم قارياً ودولياً.

ومن هذا المنبر، أطالب المجالس الرياضية واتحاد الكرة والهيئة، سن قوانين تمنع فيها الأندية التي تصرف الملايين، وتعاقبها على عدم الزج بلاعبيها في المشاركات القارية، أو أنها تعفي من لا يستطيع المشاركة في هذه البطولة، وترشيح من ترى أن في قدرته المشاركة، بغض النظر عن ترتيبه في المسابقات المحلية.

المشاركة في البطولات الخارجية ليست مزاجية، وتحديد ما هو الأهم، البطولات المحلية أم الخليجية أم العربية أم القارية، بل يجب أن نهيئ فرقنا لكل هذه المسابقات، فليس هناك مسابقة موضوعة عبثاً، والمسابقات القارية هي الأهم، لأنها تؤثر في تقييم الدولة، سواء في الاتحاد الآسيوي أو الدولي، وأين هي عملية تدوير اللاعبين، خصوصاً أن جداول المسابقات معروفة قبل انطلاق الموسم، فلا أعذار للمدربين أو اللاعبين أو الإدارات، فلقد دخلنا عصر الاحتراف، ولكننا، وإلى الآن، نفضل الأسهل بأقل جهد، وبدون مجازفة، ولدينا ألف حجة، وممكن أن نجعل المدرب هو من يتخذ القرار الصعب، ومن الممكن أن نريح من نريد، بداعي الإصابة، فلا أحد سيثبت العكس، في ظل عدم وجود قوانين ولوائح لا تجبر الأندية على المشاركة بأفضل ما عندها من اللاعبين.

Email