حديث الساعة

نهائي العاطفة والمنطق !

ت + ت - الحجم الطبيعي

بشباك نظيفة وهدف وحيد يصل الأبيض الإماراتي لنهائي خليجي 23، لأن المحصلة ليست كم سجلت وكم تلقت شباكك وإنما المحصلة هي أن الأبيض سيصعد لمنصة التتويج إما رافعاً للكأس أو وصيفاً وفي كلتا الحالتين هو لم يخرج خالي الوفاض.

آراء النقاد في معظمها تتصف بالعاطفة عند توصيف حالة أي فريق وفي بعضها تحلل الحالة الوقتية ولا تتطرق للمجمل، وفي المجمل الأبيض الإماراتي حضر من المجموعة الأصعب بدليل أن الطرف الآخر في النهائي من ذات المجموعة.

علينا أن نتعامل مع الأبيض بقليل من الواقعية ونتطرق لمدرب جديد يحاول أن يلملم أوراق فريقه المبعثرة ولاعبين شبه مرهقين بعد منافسات آسيوية للوصول للعالمية لم يكتب لها النجاح، وقائمة تضم بعض الأسماء الجديدة جاءت لتدعم مرحلة التغيير.

استيعاب طريقة زاكيروني تحتاج للوقت وللصبر وللتعامل مع المرحلة بواقعية وليس بعاطفة، ومن خلال هذه الواقعية يجب أن نعترف أن خطوة الوصول للنهائي من بوابة أسود الرافدين هو أول بوادر النجاح.

أما الأحمر العماني الطرف الآخر في النهائي فإنه لعب كرة القدم على طريقته وبأسلوبه الذي يفرضه على خصومه فهو يدافع ببسالة ويهاجم بتقنين ويمرر بفكر، ويسير خطوة بخطوة لا يستبق الأحداث ولكنه أحد صانعيها. ومن يصنع الحدث لا يمكن أن يقبل أن يكتفي بدور المتفرج على أهم لحظاته؛ لذلك أتوقعه نهائياً مبهراً نختم به بطولة وئدت من رحم المعاناة وأصبحت مكتملة النمو في أقل من شهر.

ومن الصدف أيضاً أن المنتخبين التقيا في أولى مبارياتهما بخليجي 23 وانتهى بهدف وحيد للأبيض الإماراتي من خلال ضربة جزاء تم تنفيذها بنجاح، لذا اللقاء سيشهد ثأراً عمانياً، وكذلك تأكيد بجدارة كل طرف بأحقيته للوصول إلى المباراة النهائية.

ومن هنا يجب التأكيد على أن صعوبة اللقاء لكل طرف وليس من السهل أن نتوقع بمن سيفوز؛ لأن المنتخبين يعرفان بعض جيداً ولدى كل جهاز فني المعلومات الكافية لكل طرف، ولكن يبدو أن كل مدرب قد يفاجئ الآخر بمفاجأة لم تخطر على باله، الأمر الذي يوحي على أن اللقاء سيكون مثيراً قبل بدايته غداً الجمعة.

الشيء المفرح هو الحضور الجماهيري الكبير الذي شهدته مباريات خليجي 23 رغم أن هناك من شكك في عدم حضوره قبل البطولة، ومن المتوقع أيضاً أن يتزين استاد جابر بالحضور من الجماهير الإماراتية والعمانية اللتين ساندتا منتخبيهما في أولى مبارياتهما في البطولة.

Email