روحك رياضية

«شوط من عالم آخر»

ت + ت - الحجم الطبيعي

. لم يكن أشد المتفائلين يعتقد أن الشوط الأول بين «فخر أبوظبي» و«الملكي المدريدي سينتهي هذه النهاية، فقد أصر زين الدين زيدان على الزج بأفضل لاعبيه بدون استثناء ومنذ بداية اللقاء لحسم النتيجة مبكراً، ولكن كتيبة الهولندي تين كات وعلى رأسها علي خصيف ومبارك بوصوفة ورومارينيو وعلي مبخوت كان لهم رأي آخر، فرغم سيطرة الميرنجي على الشوط في أغلب الأحيان إلا أن تألق علي خصيف وبسالته في الدفاع عن مرماه، جعلا نجوم مدريد مكبلين بالأصفاد، لا حول ولا قوة، بينما شكلت الهجمات المرتدة للجزيرة خطورة حقيقية على مرمى الريال، وجاء هدف رومارينيو في مرمى الملكي كرصاصة الرحمة التي ضربت دفاعات الريال المهزوزة بالصميم، ولولا «القيديو» اللعين لكان الجزيرة متقدماً بهدفين، في شوط تاريخي لفخر أبوظبي سيظل عالقاً في ذاكرة عشاق الكرة الإماراتية مدى الحياة، فليس من السهل التفوق على الريال في مباراة دولية بهدف، لأسباب عديدة، أهمها عامل الخبرة والحنكة وعدد البطولات العالمية التي حققها الميرنغي طوال تاريخه الذي يمتد منذ عام 1902، ويعتبر أحد أهم الأسماء والماركات التجارية والرياضية العالمية المميزة بدون استثناء.

. مبروك «للميرنغي» البطولة الخامسة هذا العام، بالتأكيد سيتذكر عشاق الريال هذا الإنجاز التاريخي الذي حققه الريال في عام2017، فلقد حصد فيه الملكي العديد من البطولات فأبدع وأمتع، فمن بطولة الليغا إلى أبطال أوروبا إلى السوبر الإسباني والأوروبي والآن بطولة العالم للأندية، في ظل قيادة العملاق زين الدين زيدان الذي حقق خلال عمره القصير مع الريال ما لم يحققه البعض في عقود وأجيال، ولكن هذه الإنجازات لم ولن تستمر إذا لم يستطع الفريق الملكي تطوير أداء الفريق المحير هذا الموسم، والعقم الهجومي الذي يعاني منه كريم بنزيمة والإصابات المتكررة لجاريث بيل، والبداية السيئة للدون كرستيانو رونالدو، فلقد استغنى الملكي عن موراتا وخماس رودريجز وبيبي واستعان بلاعبين صغار السن ليسوا بحجم من غادر الفريق، لذلك جاء ابتعاده عن متصدر الترتيب العام برشلونة بفارق الـ11 نقطة حصيلة طبيعية لكبوات الريال وخسارته لنقاط كانت سهلة المنال، ولعل اللقاء القادم يوم السبت في الكلاسيكو مع الغريم التقليدي سيجعل أو سيقرر ما إذا ستكون بطولة الليجا الإسبانية أمراً محتملاً أم محال، ولكن المطلوب من فلورنتينو بيريز وإدارته القيام بالعديد من التغييرات الضرورية لإعادة الريال إلى مكانته الطبيعية في صدارة الكرة العالمية، فلقد قالوها قديماً وكرروها حديثاً، «فالريال حديد يفعل ما يريد».

. تحية لمجلس أبوظبي الرياضي واللجنة المنظمة لكأس العالم للأندية على الجهد غير العادي والنجاح المميز في التنظيم بهذه الصورة المبهرة، لقد أجادوا وقدموا صورة رائعة من العمل الجماعي والمدروس ليجعلوا من أبوظبي عاصمة كرة القدم في العالم لمدة عشرة أيّام.

فأبهرونا وأبهروا العالم وجعلونا نتفاءل ببطولة أمم آسيا القادمة في الإمارات لتكون أكثر نجاحاً وتألقاً.

Email