الاتجاه الخامس

فهم جديد للفشل (2)

ت + ت - الحجم الطبيعي

الكلمات التي لا تحمل معنى مصيرها الموت، والوعود التي لا توفى هي نوع من الكذب، وكلا الأمرين للأسف موجودان في عمل وتصريحات اتحاد الإمارات لكرة القدم.

وراجعوا التصريحات التي صدرت عن رئيس الاتحاد على سبيل المثال.

ومع اعترافي ببلاغتها وقوة بنائها إلا أنها أضحت بلا معنى ولا مضمون مع ما قدم على أرض الواقع من نتائج وأرقام

ومسار إصلاح.

ويكفي فقط هنا أن أعيد عبارة واحدة جاءت على لسان رئيس الاتحاد حين أطل علينا بتصريحه الفضائي الذي قال فيه

إن الوصول إلى كأس العالم أسهل من مسبار الفضاء

لندرك أنها عبارة مفرغة من معاني ألفاظها وقيلت للاستهلاك المحلي.

وإن كان الأقرب عندي أنها قيلت بلا فهم سواء للقدرات الإدارية التي يملكها رئيس الاتحاد وأعضاؤه، أو لمعنى كلمة مسبار وما يقوم به، فتفرغت العبارة من معانيها وباتت بلا قيمة ووقعنا جميعاً في الثقب الأسود.

وهذا أخطر ما يمكن أن يقع فيه أي مسؤول حين يصدر تصريحات لا يعنيها أو لا يفهمها ويقدمها للناس والناس عندنا ذاكرتهم قوية ولا ينسون أبداً، إلا إذا كان هذا التصريح سيعد أحد إنجازات الاتحاد حين نستعرض معه الإنجازات التي حققها.

أما الوعود التي قطعها الاتحاد معنا فهي الأخرى لم توفَ

فكان التردي والفشل، دون أن أكون متجنياً في أي من هذه الكلمات وصفاً لواقع الاتحاد في هذه المرحلة من تاريخنا الكروي.

وهنا لابد أن أقول لرئيس الاتحاد والأعضاء بلا استثناء ليس عيبا أن تعترفوا بالفشل الذي ضرب كل مرافق الاتحاد وأن تتركوا مقاعدكم اليوم وليس غداً قبل أن يأتي الإبعاد عن طريق الجمعية العمومية التي ترى ما وصل إليه حال الكرة وحال منتخباتنا كلها

كما أنه ليس عيبا أيضا أن تكتشف الجمعية العمومية خطأ اختيارها.

والحق أقول لكم إنني أيضاً وقعت في خطأ الجمعية العمومية ووقفت مع التغيير ومع اختيار وجوه جديدة تقود كرة القدم لكن كثيراً ما تترك الناس وتبتعد عنهم لنفس الأسباب التي جعلتك تعجب بهم في البداية.

فالكلام لا يغني أبداً عن الفعل والفعل لا ينفع إلا إذا ارتبط بإنجاز

وإذا كانت بعض الاختيارات الخاطئة هي أحد مساوئ الديمقراطية فإن من مزاياها أيضاً هو قدرتها على التصحيح.

وما أسهل أن يدعى لجمعية عمومية طارئة لسحب الثقة من الاتحاد الذي فقد مشروعيته بالفشل الذي يلاحقه ثم نجري انتخابات جديدة لنجد من يستطيع أن يصلح ما أفسده الاتحاد وأن نختار من يقدم حلولاً عملية نحقق بها النجاح.

فاتحاد الكرة ليس ملعباً للتجريب ولا يصلح أبداً أن يكون كذلك

والوجود في المنصب ليس وجاهة وتصريحات وأحاديث تلفزيونية وإنما هي ركوب للوعر، وصعوبات قد تثني المجرب عن عزمه.

أما إذا استمر الحال على ما هو عليه واستمر مسلسل التصريحات المسبارية الفضائية فلن نتقدم، لكن من جانبنا لن نتوقف عن سعينا لإصلاح الغلطة.

وللحديث بقية فالفشل ذريع.

Email