فهم جديد للفشل «1»

ت + ت - الحجم الطبيعي

«لا يوجد عذر للتقدم للأمام»، هذه العبارة ليست استعارة مجازية، أبدأ بها صياغة هذا المقال، الذي أعود به من جديد للكتابة هنا في «البيان» ، وإنما هي قاعدة علمية، بعد أن أصبح هناك وسائل تحليلية، ويعرف العلماء كيف تنتج الأشكال الحية من الواقع، وكيف تورث وكيف تتطور،ولم أجد أدق من هذه العبارة لكي أضعها على باب اتحادنا لكرة القدم، تاركاً علم المنطق والكلام بمنظّريه سقراط وأرسطو، وعلماء التطور من دارون ونيوتن إلى أينشتاين وفرويد.

فالأمر أبسط من ذلك بكثير، ويوجز في تلك العبارة ، أما إذا استعصت معانيها على القائمين على كرة القدم، هنا يجب أن أعود إلى قواعد الحساب والإملاء الأولية، لأشرح ما قد يكون قد خفي على رئيس وأعضاء اتحاد الكرة، والذين بهم ومعهم وصلنا إلى ذروة الفشل والتردي والإخفاق،لكن الحقيقة، هم بارعون في التنظير والتأطير وتشكيل اللجان، واللجان المنبثقة عنها، وتحسبهم أيقاظاً وهم رقود.

فهل من المعقول أن يصنف دورينا رقم واحد في قارة آسيا بكل اتحاداتها ودورياتها، وبكل منتخباتها، ثم يخفق منتخبنا في الوصول إلى كأس العالم، وبهذا السيناريو الخائب، هل من المعقول أن يكون لاعبونا الأفضل في القارة، ثم يفشلون في الوصول إلى كأس العالم؟،لن أقول هنا كيف يرى العالم واقع بلدنا، وكيف نراها نحن، ثم في كرة القدم نفشل بهذا الشكل العبثي المؤسف.

هل من الإدارة في شيء أن نرى المدرب استنفد طاقته وغير قادر على الاستمرار، وبعد أن نقيله أو يستقيل، نبحث عن مدرب بديل عدة أشهر، فيما تصفيات كأس العالم مستمرة؟، هل من المعقول أن نخسر ونفقد فرصة التأهل، ثم نجتمع لنناقش ماذا نريد من كرة الإمارات في 2030؟ ،وهل من المسؤولية أن يقول رئيس الاتحاد: «أن الوصول إلى كأس العالم أسهل من مسبار الفضاء». ثم ها نحن لم نصل، وهنا، لا بد أن أوضح أن هناك فرقاً بين المسبار والمسمار.

وهنا، أستدعي ما قاله صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في القمة العالمية للحكومات «أن فشل أي مؤسسة وعمل سببه الإدارة»،ومن ثم، فإن نجاح أي عمل، سواء كان هذا العمل كبيراً في التنمية أو الاقتصاد أو السياسة، أو كان بسيطاً في إدارة بقالة، يعتمد على حسن الإدارة وتحسين المؤسسات، وإذا كانت هذه المعاني صعبة الترجمة.

أسوقها بالمثل الشعبي :

البحــــر لـــه ناس لفيحـه

يعرفون التوح من اليره

مب كل من تاح سريحـه

قال هذا خيط وبايّـــــره

هذا ما تفتقده كرة القدم الآن في الإمارات، لذا، فالإخفاقات مستمرة، والفشل عنوان المرحلة،وإن فشل الاتحاد الإماراتي لكرة القدم في إدارة شؤون اللعبة، وتحقيق أي نجاح يذكر، جعل جهود أنديتنا منذ بداية الاحتراف هباءً منثوراً، وجعل كل درهم صرفته أموالاً مهدرة، فما فائدة كل هذه الجهود إذا لم تترجم لصالح الوطن ونجاح المنتخب.

وللحديث والألم بقية.

Email