كأن مهدي بيننا

30 اسماً سيطير بهم ادجاردو باوزا، مدرب منتخبنا ، إلى بانكوك، حيث سيلاقي الأبيض شقيقه اللبناني ودياً، قبل أن يستأنف الدور الثالث من تصفيات مونديال 2018 بمواجهة صاحب الأرض.
30 اسماً بات يقع على عاتقهم حمل آمالنا المتضائلة في التأهل، ولهذا لا نستطيع أن نتغاضى عن شعورنا بشيء من خيبة الأمل بعد إعلان المدرب الأرجنتيني عن أول قائمة له على رأس الإدارة الفنية لمنتخبنا.


30 اسماً، بعضهم مثّل ثغرة فنية حقيقية لمنتخبنا خلال مشوار التصفيات، وبعضهم وقع في أخطاء مروّعة كلفتنا الأهداف والنقاط على حد السواء، وبعضهم انتهى عمره الافتراضي على صعيد المشاركات الدولية. 30 اسماً قد لا يكون اعتراضنا على بعضهم سوى إدراكنا بأنهم قد أخذوا مواقع أسماء محلية أخرى هي أحق بارتداء الشعار الغالي في الفترة المقبلة.


ولست على قدر كاف من انعدام الواقعية لأتناسى الأسباب التي دعت باوزا لاستدعاء هذه الأسماء.


بعد شهرين فقط من ترجّل المهندس القدير مهدي علي عن قيادة الإمارات، واستعداد باوزا لخوض أول مواجهة له مع الفريق، يبدو بديهيا جدا أن يتمسّك المدرب الجديد بالكثير من الوجوه المعتادة، حتى تلك التي نالت نصيبها من الانتقادات خلال فترة تقهقر النتائج، وتلك التي أوصلت جماهيرنا إلى درجة التذمر من فرضها مرة تلو المرة.


كل ذلك يبدو بديهيا للغاية، فهذه هي العناصر التي هيمنت على المنتخب طوال السنوات الخمس المنصرمة، لا سيما وأنهم أبناء ما يُعرف بالجيل الذهبي ، وسيكون من الجنون المحض أن نتوقع من باوزا حزم حقائبه والذهاب إلى تايلاند بـ30 اسما حديث العهد بالقميص الأبيض.


ولكن في هذه المرحلة المتأخرة من مسيرة التصفيات، وفي ظل تقلّص حظوظنا في تحقيق الحلم، هل كان سيضرنا حقا لو قمنا بالإعلان عن قائمة تزخر بالقليل من المفاجآت؟
ما الذي نخشى خسارته أصلا، ونحن الذين شهدنا منذ انطلاق 2017 فقط تراجع منتخبنا 9 مراكز في تصنيف «فيفا» ، حتى بات يحتل المركز الـ75 ؟ وهل التمسك بما تبقى من حظوظ متناهية الضعف لنا في التأهل يسترعي منا أن نتخاذل عن التغيير، والرهان على عناصر أكثر إقناعا؟


هنا سيقول قائل بأنها حالة مؤقتة فرضتها الظروف، وبأن باوزا سيبدي جرأة أكبر في تجديد دماء المنتخب بعد العودة من مواجهة تايلاند. وهذا ممكن ومنطقي.
ولكن كل ما أخشاه حينها أن تكون الموقعتان الصعبتان ضد الشقيقين السعودي والعراقي في الجولتين الختاميتين من التصفيات الآسيوية هما العذر الجاهز أمام ابن الـ59 عاما للإبقاء على نفس اللاعبين المنتمين إلى حقبة مهدي علي. لنصبر ونرَ...