بروح رياضية

صدمة العرب

ت + ت - الحجم الطبيعي

مضت 4 أيام على انطلاق أولمبياد ريو 2016 دون أن يحقق العرب شيئاً!!لا تزال الحصيلة صفر من الميداليات.. وكثيراً من الخيبات!!

ولا تنتظروا إنجازات كبيرة ولا تبالغوا في الأحلام.. والأوهام!!

فحصاد العرب معروف مسبقاً بالأرقام ولن يزيد على مكاسب لندن 2012 وبكين 2008.. قليل من الميداليات الملونة بين الذهب والفضة والبرونز لا أكثر!! لأن الحال ذاته لم يتغير.. فكيف للنتائج أن تتغير!! ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

وفي تاريخ العرب الأولمبي 97 ميدالية فقط خلال 100 عام!! وهو ما تحصده أميركا في دورة أولمبية واحدة! نحن متخلفون عنهم 100 عام في الرياضة أليس كذلك؟

لقد فات العرب أن البطل الأولمبي بات يصنع في المخابر الرياضية من أكاديميات ومراكز طبية: تصقل المواهب منذ الصغر وتبرمج حسب خطط علمية بإشراف كفاءات متخصصة عالية.. تحدد نوع الغذاء.. ومواعيد النوم وفترات التدريب وأدق التفاصيل.. حتى نوعية الحذاء ونقاوة الهواء.. وكميات شرب الماء!

هكذا يحسبونها بالتدقيق. صناعة البطل في الغرب لا تختلف عن صناعة السيارات والصواريخ والطائرات. لكل قوتها وسرعتها وقدرتها بالأرقام.

البطل في مخابر الغرب يصنع بحسبة الرياضيات: موهبة ناشئة + تدريب متخصص + جهاز فني وطبي وإداري محترف + ملاعب وتجهيزات عصرية + التزام + عقل سليم = بطل أولمبي.

والعرب لا زالوا يحلمون!! وبعض رياضييهم لا زالوا يدخنون!!

العرب.. ينامون أعواماً.. ويستيقظون قبيل الأولمبياد بأيام فيعجلون بالتدريب ويرفعون النسق ويبنون قصوراً من الأحلام والأوهام.. كحال التلميذ الكسول الذي يداهمه الامتحان فيحاول التدارك في أيام.. ولكن سرعان ما تعصف رياح المنافسة على أرض الملعب بكل الأحلام.. ويخرجون بالإخفاق تلو الإخفاق.. وما أكثر إخفاقات العرب!!

ربما لولا الفشل المتكرر لما خلقت عبارة «الحلم العربي».. لو كنا نحقق أهدافنا ما ربطناها بلفظة الحلم!!

نحن أمة (ليس لا تقرأ فقط) بل لا تعمل أيضاً.. أمة أصابها الوهن والكسل فكيف ننتج الأبطال الأولمبيين؟

وحتى ما تحقق في الماضي كان وليد ثلاثة أسباب بعيدة عن العمل القاعدي: أولها المواهب الفردية التي يجود بها التاريخ مرة كل عشرية.

وثانيها أبطال عرب لكنهم صنعوا في مخابر الغرب، حيث يعيشون في الخارج ويتدربون هناك حسب نظم احترافية علمية مثل التونسيين الملولي والغريبي.وثالثهما التجنيس.

عرب لا يسايرون العالم في صناعة الأبطال بالأساليب العالمية لا زالوا يعتبرون الرياضة هواية للتسلية وليست مهنة ثم يوم الأولمبياد يصدمون!! أفلا تعلمون أن مستواكم بعيد جداً عن الأرقام القياسية العالمية؟ لماذا تصدمون؟

المواهب موجودة في العالم العربي .. والمال وفير! فما ينقصنا سوى العمل العلمي والخطط السليمة وليس الاستراتيجيات طويلة المدى والكلمات الفضفاضة التي مللناها من مسؤولين رياضيين يبيعون الوهم لأجل الحفاظ على كراسيهم مدى الحياة!

كل أملي أن تكون صدمة ريو 2016 انطلاقة لمراجعة الذات وإعادة البناء (وما ظني يحدث هذا) لأن العرب تعودوا الصدمات ثم يعودون إلى اللهو وينشغلون بألعاب «البوكيمون».

نحتاج حقاً إلى ثورة في العقول لدخول مرحلة صناعة الأبطال الأولمبيين.

Email