«صرخات ثقافية»

ت + ت - الحجم الطبيعي

قبل أيام قليلة، وبدعوة كريمة من نادي الحمرية، تشرفت بمشاركة نخبة من القياديين والخبراء من مختلف المؤسسات الرياضية، في ملتقى اللجان الثقافية بالأندية الرياضية، في مبادرة ليست غريبة لنادٍ تحتضنه عاصمة الثقافة، وبفكر ولا أروع للمحفز والملهم الأول صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.

لذا جاء الحدث متميزاً وتم تناول العديد من الموضوعات، منها المفرح لمبادرات ومشاريع تم تطبيقها لتعزيز الجانب الثقافي، وللأسف فقد كان للجانب المحزن نصيب الأسد من خلال مناقشة الكثير من التحديات التي تواجه الثقافة ولجانها في الأندية الرياضية بشفافية متناهية.

ولقد تطرقت في ورقة العمل لموضوع استراتيجيات عمل اللجان الثقافية بين الواقع والطموح، حيث تم استعراض الواقع المرير الذي تعيشه اللجان الثقافية في معظم الأندية، ومنها عدم اقتناع أغلبية مجالس الإدارات بأهمية اللجان الثقافية مع ضعف الموازنات المخصصة لها وقلة الكادر الوظيفي في تلك اللجان وغياب الفكر الاستراتيجي الصحيح في عمل تلك اللجان.

لذا فإن التغييرات المتسارعة في المجتمع تحتم على الجميع العمل سويا نحو تفعيل الجانب الثقافي، والإيمان بمدى الدور الذي يمكن أن تلعبه اللجان الثقافية في احتواء الشباب، وتمكينهم وصناعة أجيال متميزة قادرة على صنع المستحيل وتغيير النظرة السلبية في المجتمع من أن الأندية الرياضية أصبحت بيئة طاردة، لهذا وغيره فإن الموضوع لا يحتمل أن يظل الواقع كما هو.

ويحتم على كافة المؤسسات الرياضية في الدولة أن تحوّل تلك الصرخات الثقافية إلى واقع جميل ومستقبل متفائل والذي لن يتحقق إلا بتواجد خطط استراتيجية علمية تنظم العمل الثقافي في الأندية، واستبدال الواقع الذي يركز على عدد الأنشطة المختلفة المنظمة إلى قياس أثر تلك الفعاليات، ومدى تأثيرها في المجتمع حينها فقط يمكننا القول بأن لدينا لجاناً نفتخر أن يطلق عليها ثقافية.

ويجب أن يتم استثمار مثل هذه الملتقيات لتغيير الواقع والعمل نحو ترجمة التوصيات التي تم الخروج بها وتحويلها إلى حقائق ملموسة، وهنا أقترح بعض التوصيات التي أتمنى أن ترى النور، منها استثمار رؤية الإمارات 2021 نحو تفعيل اللجان الثقافية والقيام بوضع خطط استراتيجية علمية.

وتطوير الكفاءات العاملة في اللجان مع ضرورة مواكبة التغيّرات المجتمعية وتعزيز التسويق حتى لا ترتكن تلك اللجان على الموازنة المخصصة لها (إن وجدت) مع ربط تلك الإعانات بمدى توافر خطط استراتيجية موثوقة.

لذا أقولها بكل صراحة لقد حان الوقت نحو تغيير فكرة أن اللجان مجرد قرارات إدارية وتكملة عدد في مربعات الهيكل التنظيمي للأندية، ويجب أن نبدأ نحو استحداث منظومة ثقافية متكاملة بين المؤسسات الرياضية في الدولة بنهج وفكر موحّد يحقق طموحات المجتمع ونقضي على صرخات لا تجد آذانا صاغية.

همسة:

«شكراً نادي الحمرية... شكراً مجلس الشارقة الرياضي ولكم جميعاً نرفع القبعة».

Email