آن الأوان يا سلمان

على المستوى الشخصي، أعتبر أن الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، من الشخصيات الرياضية التي تتمتع بأخلاق عالية جداً، نظراً لتواضعه وعدم تعاليه، ما يجبر من يتعامل معه على أن يحترم هذا الشخص مهما اختلفت آراء كل طرف، لأنه سيكون بالنهاية، إرضاء الناس غاية لا تدرك.

ولكن على مستوى عمل منظومة قارية مثل الاتحاد الآسيوي الذي يترأسه حالياً الشيخ سلمان بن إبراهيم، فأعتقد أنه آن الأوان له أن يغير من سياسته التي انتهجها منذ أن فاز بمنصب الرئاسة يوم الخامس من شهر مايو من عام 2013، عندما حصل على ثقة الجمعية العمومية، بعد المساندة القوية التي حصل عليها من قبل الشيخ أحمد الفهد الصباح رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي.

سياسة »بوعيسى« ومن معه من أعضاء المكتب التنفيذي وجميع لجانه، للأسف لم تواصل نفس النهج الذي رسمه الرئيس السابق القطري محمد بن همام، عندما عمل المستحيل من أجل أن يطور من العمل داخل الاتحاد الآسيوي، حيث كان عمله يتم بشكل احترافي كبير، والدليل على ذلك، أنه بعد أن شاهد منتخبات مثل بوتان ونيبال تخسر من منتخب الكويت بفارق 20 هدفاً عام 2000، قام باستحداث بطولة كأس التحدي، يشارك فيها المنتخبات التي ليس لها تاريخ في كرة القدم، حيث تلعب مع بعضها البعض، ليتأهل بعد ذلك منتخب واحد منها يشارك مع المنتخبات الأخرى صاحبة الإنجازات في البطولات المختلفة، ما كان له الأثر في أن نشاهد مستوى مباريات قوية تخرج بنتائج تشعرك بأنك تشاهد كرة قدم وليس كرة »يد«!!

هذا التطور الذي حصل داخل الاتحاد، للأسف لم يستمر، فجاء بعد ذلك مجلس الشيخ سلمان ومن معه، فأعاد هذه المنتخبات إلى الوضع الذي كانت عليه بالسابق، حيث واصل المنتخب البوتاني سلسلة عروضه المتواضعة للغاية، فخسر أمام المنتخب القطري بفارق 15 هدفاً، بعد 15 سنة من خسارته أمام الكويت عام 2000، وسيكون أيضاً على موعد جديد من الخسائر الثقيلة في القادم من المباريات، ما يؤكد على أن مشاركتهم في هذه التصفيات، ما هي إلا من باب المجاملات، حيث فسرها البعض أنها »دواع انتخابية«!!

كما أن تغيير نظام دوري أبطال آسيا من وضعه السابق، الذي يقضي بمشاركة جميع فرق القارة مع بعضها البعض من الدور الثاني، إلى الوضع الحالي، بعد أن تم إبعاد فرق غرب آسيا عن شرقها، أفقد البطولة أهميتها الفنية الحقيقية، وساهم بسهولة وصول فريق خليجي إلى نهائي البطولة، فيما أنه أبعد فرقاً قوية من شرق آسيا في الوصول إلى الأدوار المتقدمة، بسبب قوة مستواها الفني، مقارنة بفرق غرب آسيا، ما يدل كذلك على وجود المجاملة »لفرق الغرب«، التي يعتبر مستواها الفني أقل بكثير من نظيرتها في الشرق.

آخر الكلام:

»صديقك من صَدَقك لا من صدّقك«