آسيا الجريئة!

بعد الخطوة التاريخية للأردني الأمير علي بن الحسين، بمواجهة السويسري جوزيف بلاتر مايو الماضي، ووصوله لثقة 73 اتحاداً كروياً بالعالم، قبل أن يعلن انسحابه من سباق رئاسة الفيفا بالجولة الثانية، أصبحت آسيا تمثل حالة من الجيد قراءة أعماقها، لا سيما أن كمية الجرأة والثقة أصبحت عالية بكوادرها وقياداتها وصولاً لمزاحمة منافسي كرسي الفيفا الساخن.

في 2011، كان القطري الخبير محمد بن همام أول شخصية آسيوية تحطم الجمود الآسيوي، ليعلن ترشحه أمام بلاتر، لكن الأخير استغل كل ما يملك لإطاحة خصمه ونجح.

بعدها جاء علي بن الحسين ليدخل السباق بقوة، ويصبح حديث العالم في الانتخابات الأخيرة.

اليوم الدكتور الكوري تشونغ مونغ، الذي خسر مقعده كونه نائباً لرئيس فيفا أمام علي بن الحسين عام 2011، يعلن بكل جرأة الوقوف وجه لوجه أمام الفرنسي بلاتيني الذي أعلن ترشحه بوقت سابق!

أيضاً القارة الآسيوية، تنتظر حسماً نهائياً بشأن إعلان علي بن الحسين مجدداً الدخول في صراع للكرسي الساخن!

باستثناء بن همام، لم يحظ أي مرشح آسيوي بدعم من الاتحاد الآسيوي، حيث اتجه الآسيويون لدعم بلاتر أولاً، ثم إعلان دعم بلاتيني الآن.

كمية التفاصيل التي تشهدها القارة في مضمار التنافس على كرسي الفيفا، يحتاج إلى قراءة متمعنة.

لم لا تحبذ القارة أبناءها؟

لم تصد عنهم وتهرب بعيداً عن «الكرفتة» الأوربية؟

هل هي المصالح؟ أم عدم الثقة؟ أم الخوف؟

عندما يترشح ثلاثة لرئاسة الفيفا من آسيا، فهناك حدث ينبغي أن نتوجه إليه ونغوص بتفاصيله ثم نتساءل: هل يمزحون أم أننا أمام حقيقة؟

يبدو أننا مازلنا في طور الانبهار الغربي، ولن نفتك منه رغم أن قارتنا تسود الأرض بشراً ومساحة!

في قضية بلاتر وبن همام، كان الكثير من الآسيويين منحازين بشكل صارخ لبلاتر، وفرحوا بتعثر رئيس اتحادهم القوي، وصفقوا للظالم بلاتر وبعده رجعوا ليتندروا عليه وهكذا هي الحياة!

آسيا الجريئة!

الأكثر مشاركة