وجهة نظر

حتى لا تكون آسيا ألعوبة

ت + ت - الحجم الطبيعي

ستكون اليوم محطة تاريخية بالعاصمة البحرينية المنامة بالنسبة للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، بعد فقدانه للتوازن، ومنذ ابتعاد الإدارة السابقة، حيث لم يحفل برئيس لدورة كاملة أبداً، الأمر الذي تسبب ببطء المنجزات لتفوت على القارة أربع سنوات منها عامان قاد خلالهما الشيخ سلمان الخليفة القارة ملاحقاً ظروف الوقت وبناء الاستقرار..

المنامة ستستضيف اجتماع الجمعية العمومية السادس والعشرين للاتحاد الآسيوي بمركز الخليج للمؤتمرات الساعة العاشرة صباحاً، حيث يخوض خمسة وثلاثون مرشحاً ومرشحة الانتخابات باستثناء الرئيس سلمان الخليفة الذي ستتم تزكيته ليكون أول رئيس لولاية ممتدة كاملة (أربع سنوات) بعد ابن همام..

بعض المتقدمين والمتقدمات ضمنوا (بعد إعلان نتائج المترشحين) التزكية أمثال المرشحين لمنصب نائب رئيس الاتحاد الآسيوي (5 مراكز، مركز لكل منطقة) وينستون لي بون أون (سنغافورة، منطقة آسيان) زهانغ جيلونغ (الصين، شرق آسيا) علي كافشيان (إيران، وسط آسيا) سعود المهندي (قطر، غرب آسيا) والأخير تقدم أيضاً للترشح لعضوية الفيفا، وإن نجح سيبقى مكان نائب رئيس الاتحاد الآسيوي لغرب آسيا شاغراً، وإن لم ينجح يخطفه من دون منافس، والدستور الآسيوي يمنح الرئيس صلاحية اختيار نائب له في حال شغور المنصب.

ما يجعل تلك الانتخابات مثيرة برغم برودة تحركاتها الإعلامية هو انضمام الشيخ أحمد الفهد للأسرة الآسيوية الكروية، مترشحاً لمنصب عضو الفيفا الآسيوي، وهو الترشح الذي يثبت أن الفهد سيكون صانع لعبة الانتخابات الآسيوية الخميس المقبل، بل أجزم تماماً أنه رتب المكتب التنفيذي كاملاً، بدليل البرود التام للتحركات الانتخابية، وكأن الأمر انتهى بالتشكيل الجديد الذي سيخرج منه لا محالة من لا يقف في صف الفهد أو مسار الوحدة الآسيوية وأعني من خالفهم إزاء موضوع دعم بلاتر، وترك الأردني الحسين يواجه العقوق الآسيوي!

سلمان رئيساً، والفهد عضواً بالفيفا، والمهندي نائباً للرئيس، وعيد والرميثي وهاشم حيدر بالمكتب التنفيذي.

تلك هي تشكيلة الغرب الآسيوي المقبلة، ولعل غياب العماني البوسعيدي سيكون بسبب رفضه دعم بلاتر على حساب ابن آسيا والعرب علي بن الحسين، وكذلك إيمان صناع اللعب بضرورة وجود عرب غرب آسيا بدلاً من الاستحواذ الخليجي التام للمناصب والمفاجآت واردة لا محالة!

هذا ما يستشفه الواقع الآسيوي الآن!

من خلال قراءة رقمية يتضح أن الغرب الآسيوي هو الأكثر تحركاً بالتغيير وعدم الثبات الانتخابي مع كل دورة تقريباً، فيما الشرق والآسيان والوسط الآسيوي نوعاً ما ثابتون لا يحبون التغيير، ويأتي الجنوب الآسيوي ثانياً بسجل المتغيرات الانتخابية العناصرية.

ما أود أن أطرحه على الاتحاد الآسيوي اليوم هو أن يتخذ قراراً عبر الجمعية العمومية بتأطير المترشحين للمكتب التنفيذي بكافة مناصبه، بحيث يشترط ألا يكونوا أعضاء وقيادات بمنظمات رياضية خارج سياق كرة القدم، منعاً للتأثيرات والمصالح التي يدفع ثمنها الاتحاد الآسيوي، كما يفعل مثلاً الشيخ أحمد الفهد كرئيس للمجلس الأولمبي الآسيوي وغيره، مع إيماني التام بأنه مكسب لآسيا كشخصية تملك علاقات ونفوذاً لكن مصلحة آسيا أولاً وأخيراً تقف عند حدود النفوذ الفردي كي لا يصبح مستقبل المكتب التنفيذي ألعوبة!

ربما أن المرحلة السابقة لم تمكن الشيخ سلمان من فعل شيء ملموس وقوي لصالح القارة، والتاريخ الآن سيبدأ العد لتسجيل مساره التطويري الآسيوي، فكلنا معه داعمين منتظرين آملين أن يكون رجل آسيا الكبير.

Email