تمجيد الفاشلين !!

لنكن واقعيين وليس انهزاميين، بعض المنتخبات المشاركة في بطولة خليجي 22 الحالية قدمت أداءً مخيباً للآمال حتى رغم وصولها الى الدور الرباعي - ونستثني منهم بعض المنتخبات المتطورة والثابتة في المستوى وهي معروفة جدا - وللأسف تلك الكبوات تتكرر بأخطاء إدارية بحتة ومن ثم أخطاء المدربين واللاعبين ونحن نتساءل هنا لماذا نحن متأخرون عن بقية المنتخبات العالمية التي تصل رغم أننا نملك المادة اللازمة للوصول إليهم بسهولة؟ والجواب هي العقول التي تديرها والبعيدة كل البعد عن طموحنا وخصوصا في أسلوب وضع الخطط الاستراتيجية الطويلة المدى.

إضافة إلى اختيار المدربين المناسبين!! فتكرار كلمة شكراً لكل منتخب وصل إلى فوز أو عندما يحقق التعادل مع المنتخب المستضيف للبطولة وبين جمهوره ومن ثم يعتبر ذلك إنجازا!! (مللنا منها كثيرا!!) ولا نريد سماعها مرة أخرى أرجوكم!! لأننا نخجل عندما نتحدث عن الأجيال القادمة (بقولنا لها إننا حققنا يوماً ما الكثير من البطولات الخليجية والعربية والآسيوية وتعبنا من الوصول إلى العالمية وحتى ولو وصلنا نكتفي بنتيجة التعادل أو الوصول إلى الأدوار الثانية فقط!!) والاحتفاظ تاريخياً بعدها بعناوين رنانة بأننا أبطال أفسدنا فرحة الخصوم عبر ميزانيات كبيرة)!!

ما نراه من مواقف رائعة كبيرة من قبل القادة الرموز الكبار عندما يحرصون على الوقوف مع لاعبي منتخباتهم لرفع معنوياتهم لمضاعفة الجهد في الفترات المقبلة من أجل تحقيق ما هو أفضل في المستقبل يجب الإشادة بها، ولكن ما نراه بعدها العكس وعدم تقدير تلك المبادرات الرائعة!!

فلا تخطيط سليماً لكل مرحلة بسبب وضع الرجل غير المناسب للعمل القادم البعيد كل البعد عن العقلية الاحترافية والذي يعتمد على العشوائية للوصول إلى التطوير المنشود!! والأدهى أن الكل مجد منتخبه وهو فاشل!! فكل خطة صحيحة تبدأ من القاعدة إلى القمة وليس العكس، وعليه يجب البدء للوصول إلى ما نتمناه بمواهب الفئات الصغيرة الكروية بخطة طويلة الامد 10 سنوات بخطط سليمة يديرها متخصصون في علوم الجوانب الفنية المتضمنة مهارات الكرة واللياقة البدنية إضافة إلى علم التغذية وصدقوني سنجني الثمار!!!

نقطة شديدة الوضوح

يأتي تصنيف منتخبات العالم تعبيراً عن درجة التطور الفني بها بحصولها على نقاط البطولات التي تحققها، خصوصا حينما تدعمها لوائح وقرارات ودعم معنوي ومالي من أعلى السلطات في بلدانها بفضل السياسات الموضوعة لها (الطويلة الأمد) من قبل عقول مفكرة لها باع كبير في ذلك المجال لأنهم مارسوا تلك اللعبة وليس العكس!!، وبالتالي نجدها في نمو وارتقاء الى الافضل عاماً بعد عام بدون ان تفقد ملامحها وأسلوبها الفني الذي تتميز به عن الاخرين (هنا أدعو المسؤولين عن تلك المنتخبات بأن يتوقفوا عن خداع الجماهير والعمل على التقييم الصادق للوصول الى القمة).

الأكثر مشاركة