قلب الرياض

ت + ت - الحجم الطبيعي

الفوز بكأس خليجي 22 هو أفضل هدية يمكن أن يقدمها شباب الإمارات إلى الحكومة والشعب احتفالاً باليوم الوطني 43 لقيام دولة الاتحاد في الثاني من ديسمبر المقبل، وتبدو الآمال معقودة، في بلوغ الدور الثاني بعبور بوابة العراق في ختام الدور الأول غداً.

بالرغم من نتيجة التعادل في أول جولتين مع عمان والكويت، ولا يمكن ولا نقبل أن نقدم أي تنازل عن القمة، نريد أن تستمر فرحة الوطن ولا نريد آسفاً ولا دمعة حزن، الجميع متفائل، والإدارة والمدربون والفريق كلهم عند حسن الظن.

والاستعداد والجاهزية والثقة كلها أساسيات حتمية وكلها مهمة، والتفاؤل والحماس والتحفيز كلها دوافع إيجابية وأيضاً هي مهمة، ولكن كل ما زاد عن حده انقلب ضده، لا شك أن البقاء على القمة هي مهمتنا وهي الأهم لدينا، والرقم واحد والمركز الأول هو دائماً هدفنا، ليس في كرة القدم فقط ولكن في كل ما يجلب السعادة لشعبنا.

وهذا الهدف أصبح منا وفي جيناتنا، في كل ميدان وعندنا كلنا، إذاً الهدف مفروغ منه ومرسوم له ولا نحيد عنه، والرؤية واضحة ومرئية، فهل الجاهزية تامة وقوية؟ وقبل الحديث عن ذلك وبعد الرؤية، كان التركيز على التحفيز والروح المعنوية.

وكانت المبادرة والمباركة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وهو قائد الإرادة وقائد الرياضة، وهو أول وأكثر من عبّر عن فرحته وفرحة الشعب، عندما تم تتويج الأبيض بالكأس.

وأعلن سموه عن حملة «نحن معك يا الأبيض»، كتبها بيده وبقلبه، وأطلقها شعاراً يقود بها شعبه، ليقفوا خلف شباب منتخبه، ونسأل الله أن يطلقها أشعاراً عندما يعود المنتخب والكأس في جيبه، دعم كبير من شيخ استثنائي ومن شعب سعيد، وكلهم يحبون المركز الأول.

وبعد الرؤية والجمهور يأتي الدور على المنتخب، ودور الاتحاد الإداري ودور مهدي الفني، قبل أن يأتي دور عيال عبدالرحمن وباقي الشباب في الميدان، فالاتحاد يقول وفرنا كل المتطلبات وكل سلاح وفي نفس الوقت نتحمل مسؤولية أي إخفاق أو عدم النجاح.

وأعتقد أن في هذا تناقضا، وربما توقع سلبي وتشاؤم ، فلماذا مسبقاً الخشية من الإصابات وتوقع الظلم من الحكام في القرارات؟، وكل هذا معروف مسبقاً والجميع فيه سواسية، وماذا لو أن النصيحة غير مقبولة عند الجهاز الفني ؟ هل سيكون الإخفاق سببه المدير الفني مهدي؟

 وهل عمان والكويت هما العقبة للوصول إلى المباراة النهائية بأمان ؟ الطريق وعر من أوله ومن أول دقيقة، ولا يوجد منتخب ضعيف أو جبان، وبالتالي التركيز مطلوب دائماً ومع ذلك لا يوجد ضمان.

لا شك أن الاتحاد أنجز وهو داعم وسند، ولا شك أن الجهاز الفني مستعد، ولكن الحقيقة هي في الملعب والكرة الآن أصبحت في قدم اللاعبين خلال مباراة العراق المصيرية، عليهم أن يضعوا أمام أعينهم أنهم يلعبون باسم الوطن، باسم دولة الإمارات، يلعبون بتركيز وقوة وإخلاص، بالعقل والعرق مع القدم، برضا وبسعادة وبأمل، واللعب النظيف وبأخلاق وبأدب، واللعب بجهد أعلى من المعتاد.

وستكون هناك تحديات وعقبات، وأيضاً هفوات وربما عثرات، لكن المهم التماسك والتواصل والتفاني في الجهود، والمهارات لا تنقصنا، والفوز هوايتنا والمركز الأول هدفنا وغايتنا، والنتيجة بلاشك على خالقنا، وهو من سخر لنا أرض دولتنا وتوجها بكل قادتنا وفرحتهم فرحتنا، و بلاشك هم راضون إن لم يكن بالمركز الأول، فهم راضون عن أسعد شعب، شعب الجهد وحب الوطن والعمل، و ياك يا الأبيض أنا والكل.

Email