ليست مجرد غرامة

ت + ت - الحجم الطبيعي

افتخر ببلادي الإمارات بأنها دولة قانون ومؤسسات تقوم على النظام الذي يحترمه الجميع من دون استثناء، ولذلك فإن كافة الأعمال والمتطلبات يتم إنجازها بأريحية متناهية تحسدنا عليها العديد من الدول.

وما دعاني لتلك المقدمة هو القرار القانوني الواضح لاتحاد كرة القدم بفرض غرامة 100 ألف درهم على كل من ناديي الجزيرة الحمراء والرمس لانسحابهما من دوري الدرجة الأولى لكرة القدم، وذلك لعدم قدرتهما على استيفاء المتطلبات المالية لإدارة أمور النادي.

والصرف على فرق كرة القدم ناهيك عن المتطلبات الإدارية واللوجستية الأخرى، لذلك كثرت الأقاويل حول هذا القرار وزادت ردود الأفعال في الساحة الرياضية بين مؤيد ومعارض، ومن وجهة نظري المتواضعة أرى أن الموضوع يحمل جانبين لا يمكن الفصل بينهما.

فالأول يتمحور حول قانونية القرار الصادر بطريقة لا تدعو للنقاش أو التأويل، فالمادة واضحة في حالة الانسحاب، حيث يتحمل الطرف المنسحب القيمة المالية للغرامة المعتمدة، لذا فاتحاد الكرة بريء كبراءة الذئب.

ولكنني أرى من الجانب الآخر أنه كان بالإمكان أفضل مما كان من خلال التواصل والحوار مع تلك الأطراف ومحاولة الوصول إلى حل للمشاكل التي تواجههم خاصة مع وجود اللجنة المشكلة في الاتحاد، والتي تعنى بظروف ومشاكل أندية الهواة،.

ولكن للأسف لم تحرك هذه اللجنة ساكناً في هذه المشكلة بالذات حيث انتهى دورها منذ مدة من خلال زياراتها لبعض الأندية وأخذ الملاحظات وصياغة الوعود وتقديم بعض المساعدات كتحمل رواتب بعض المدربين وتوزيع سيارات الإسعاف على ما اعتقد، ولكني على يقين بأن مثل تلك اللجان يتضح دورها وفعاليتها خلال الأزمات واعتقد بأن اللجنة قد فشلت في أول اختبار حقيقي لها، حيث اكتفى دورها بمتابعة التصريحات الصحافية.

وعلى الجانب الآخر يجب أن يتحمل الناديان الجزء الأكبر من المسؤولية، فالإدارة علم وفن يقوم على أساس التخطيط السليم للحاضر والمستقبل، وبحث الموارد اللازمة لتسيير العمل، لذا فمعادلة أن مجالس الإدارات فقط لتقلد المناصب والاستحواذ على الكراسي قد ولى منذ زمن، فعلى من لا يجد في نفسه القدرة على الإدارة والتغيير وإيجاد الحلول فليعتذر، ويترك المجال للآخرين ممن لديهم القدرة والمهارة على الإدارة، فهل الرسالة وصلت ؟.

صدقوني ما دعاني للكتابة حول هذا الموضوع ليس لعبة كرة القدم لفرق قد تخسر باستمرار، ولكن همي الأكبر هو الشريحة الشبابية العريضة في تلك المنطقتين واللتين يجدان في النادي المتنفس الوحيد لهم، واسمحوا لي عبر هذا العمود أن أوجه رسالة نداء لاتحاد كرة القدم للتحرك وإنقاذ ما يمكن إنقاذه لفئة ما أحوجنا اليوم أن نحتضنها بقوة ونطبق سياسة حكومتنا الرشيدة التي تؤكد بأن الشباب هم نصف الحاضر وكل المستقبل ... فهل من مجيب يا اتحاد الكرة ؟.

همسة :

« هل صندوق دعم أندية الهواة يكون جزءاً من الحل ؟! ».

Email