القرعة.. وما أدراك ما القرعة!

ت + ت - الحجم الطبيعي

 اتجهت الأنظار الرياضية والكروية والإعلامية الخليجية إلى (قصر المصمك)، لمتابعة مراسم إجراء قرعة كأس الخليج 22 التي ستقام منافساتها في الرياض في الربع الثاني من نوفمبر المقبل، أي بعد أقل من 90 يوماً، وهي القرعة التي شدت أنظار الجماهير رغم أن أسماء منتخباتها هي هي لم تتغير منذ عقود إلا اليسير منها، ومع ذلك بقي الكثيرون يقدمون ترشيحاتهم في المجموعتين.

وبدأ البعض يصف ويغالي في الوصف بأن هذه المجموعة سهله وهذه المجموعة حديدية، وتلك مجموعة أبطال ومجموعة متوازنة، رغم أن معطيات البطولة تقول إن معظم هذه المنتخبات تلعب مع بعضها منذ 44 عاماً، وليس بينهم جديد أو مختلف سوى منتخب واحد، وكأننا نعيد شريط الأحداث وشريط الذكريات من جديد، فقط تختلف الأماكن، والمواعيد، ومن الأبيض والأسود إلى الملون!

إذاً، ماذا تغير في كأس الخليج فعلياً؟ هل بقيت كأس الخليج كما كانت في السابق، الإجابة بكل سهولة أنها شهدت خلال العقد الأخير تحولات في موازين القوى، فلم تعد الكرة الزرقاء تسيطر على المشهد الكروي الخليجي.

كما كان في العقود الثلاثة الأولى وفوزها بحصة الأسد (10 بطولات)، وأصبح الموج الأزرق تتلاطمه الأمواج، ولم يعد المنتخب الأخضر كما كان سابقاً عندما كان لا يشق له غبار، بل أصبح المنتخب الأبيض أكثر مقدرة على أن يفرض نفسه كبطل بهوية جديدة لأنه اجتهد واشتغل في الشتاء عندما كان البقية في سبات.

فيما سجلت بقية الألوان حضوراً وقتياً في أكثر الأحيان، بعيداً عن لغة الأرقام والمسميات، واليوم لم تعد دورات الخليج تعترف بالفوارق الفنية الكبيرة كما كانت في عقودها الأولى، ولا تعترف بالمسميات، بل تضع التاريخ جنباً من أجل التقاط الصور التذكارية لا أكثر!

والعمل والجهد والبناء الذي أفرز نجوم المنتخب الكويتي في عصره الذهبي الذي امتد ثلاثة عقود يكاد اليوم يكون من التاريخ، فالعواصف التي هبت على الكرة الكويتية جعلت منتخبها تقليدياً وليس كما كان مخيفاً وجباراً يلتهم الأخضر واليابس، بينما منتخب الإمارات الذي لم يحقق سوى بطولتين مقارنة بالمنتخب الكويتي، يكاد يكون اليوم أكثر المنتخبات المرشحة للفوز باللقب.

ليس لأنه بطل النسخة السابقة، ولكنه يتصدر المشهد الكروي الخليجي بفريق من الفولاذ يلعب كرة حديثة وسريعة ومتناغمة، ويخضع لإعداد عالي المستوى ليس وقتياً وإنما في برنامج مدروس ومتقن، ولا يهدد طموحه سوى أن البطولة تقام في أرض المنتخب السعودي وبين جماهيره وهو عنصر القوة الذي يتفوق فيه المنتخب السعودي، بالرغم من أن دوري المملكة هو أقوى وأغلى دوري ليس خليجياً بل عربياً.

ولكن لا ينعكس هذا على المنتخب السعودي الذي ظل يعاني خلال العقد الأخير، وفيما عدا هذا التصنيف، ستبقى بقية المنتخبات سواسية كأسنان المشط باستثناء المنتخب اليمني الذي ربما يقدم بعض المفاجآت إذا عرف من أين تؤكل كتف المجموعة الأولى.

وإذا كان البعض يرى أن منتخبنا في سلطنة عمان وقع في المجموعة الصعبة أو الحديدية أو الأقوى، فإن لغة الأرقام تقول إن منتخبنا يحتل الترتيب الثاني على المستوى الخليجي بعد الإمارات، وإن ترتيبه الدولي تحسن ليبلغ 67، رغم أن مؤشرات الإعداد تتنافى مع هذه الأرقام..

فقد وجد المعسكر الأخير في فرنسا انتقاداً واسعاً بسبب التجارب المتواضعة، ولم تسلم القائمة التي اختارها الجهاز الفني من انتقادات لإنها لا تتواءم مع مخرجات الدوري، فيما يبقى لوجوين مدرب المنتخب في دائرة الهجوم لعدم مقدرته في تقديم منتخب يحمل هوية بطل أو منتخب يحمل روح المنافسة.

Email