كرة قلم

حمراء اليمامة

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم أفقد مهارة الكتابة حتى لو ابتعدت عنها أخيراً لانشغالاتي، ومهما كانت للكاميرا جاذبية وشهرة، فسيبقى القلم هو قلبي الثاني. عموماً هذا ليس موضوعي اليوم، موضوعي يقول: تعبنا من نادي الأهلي!

بالفعل تعبنا ونحن نقول: مبروك، و«هاردلك للخصوم»، قبل كتابة المقال، كنت في حديث مع أحد الزملاء، قال إن الأهلي محظوظ بأن الأندية الأخرى «نايمه»، نظرت إليه بابتسامة وقلت: هذه ليست مشكلة الأهلي! من أراد النوم فليتلذذ به، ودع العمل لمن يعمل.

في سؤال طرحة علي الأستاذ عدنان حمد في برنامج «رادار»، قال فيه: من الذي يستحق الإشادة بهذه البطولات؟ اللاعبون المحليون أم المحترفون؟ إدارة النابودة أم المدرب؟ وكم نسبة كل منهم إذا كانت هناك نسبة؟

توزيع النسب لن يكون منصفاً في كرة القدم، لأنها في النهاية منظومة، وهي كالسيارة، لا تمشي بثلاث عجلات، رغم أن هنالك في الهند سيارة بثلاث عجلات، لذلك يستخدمها الفقراء!

أنا أعتبر أن كل جزء من هذه المنظومة يستحق نسبة 25% من هذا الإنجاز، لسبب بسيط، أن المدرب الذي أتى وطلب أدوات نجاحه، وتحمله مشقات التحضير والظروف الخارجية، وقراءته للمباريات، وتغيراته الإيجابية أثناء المباريات، يستحق هذه النسبة.

واللاعبون المحليون يستحقون النسبة نفسها، فمن يرى ماجد وبشير وإسماعيل الحمادي وأحمد خليل وغيرهم يحتار في اختياره لنجم الفريق، وأول مرة أرى أن أكثر من ثلاثة لاعبين محليين من فريق واحد يتنافسون في لقب أفضل لاعب محلي في الدوري.

حتى لو ذهبنا إلى المحترفين، فهل يستطيع أحد إخفاء دور هوجو مثلاً الذي قام بتمرير أكثر من ألف كرة في الدوري هذا الموسم حتى الآن، ونسبة تمريراته كانت صحيحة بأكثر من 86 في المئة! ناهيك عن دوره التكتيكي في قطع الكرات وبناء الهجمات.

لذلك أراه أفضل لاعب ارتكاز موجود في آسيا حالياً، لن أتحدث عن سياو وخيمنيز، لأن الموضوع «باين» للعيان، والفارق الذي قاموا به هذا الموسم يدل على أنهم من طينة الكبار، أما غرافيتي فهو مفاجأة الموسم الذي أصبح يدافع برغم كبر سنه، ويسجل بكل الطرائق، ويصنع في الكثير من الأحيان.

أما الفضل الكبير فهو لإدارة «حمراء اليمامة» صاحبة النظرة الثاقبة، وخصوصاً عبدالله النابودة الذي جلب جميع ما سبق، وكان حليماً في الشدائد التي ضربت الفريق، فهو في نظري بطل، لكنه ملطخ بالجروح، وكرة القدم أصبحت معركة رياضية شريفة، يخرج البطل منها بالكثير من الجروح.

الإدارة التي أجلت كوزمين وأتت بهوجو بصفقة كان يتوقع الكثير فشلها لأنه كان لاعباً بلا عقد آنذاك، وجلبت احتياجات الفريق كحاجة وليس مجرد لاعب مشهور، وأعطت للمدرب الأدوات اللازمة للنجاح، وحفزت اللاعبين المواطنين، وخلقت روح المنافسة سواء بالتجديد أو حتى بالتعاقدات التي جعلت أرض المدرب خصبة، «يدوّر» فيها من يريد.

لأن «خير الله وايد»! عموماً أنا متأكد قبل كتابة المقال من أن هناك من سيقول إني أهلاوي، أو إن للفائز مليون أب، لكن لا علينا منهم، نحن نكتب من قناعات، والأهلي لا يحتاج إلى مقال مني، أو انتقاد من الناس الغيورين.

نقطة من السد وفوز بالكأس إن تحقق - سيكون الأهلي الرقم الصعب في تاريخ كرة القدم الإماراتية.

يقول الشاعر:

نـوم ثقيـل كلـه احـلام واوهـاام .... ونصيبي من احلامـه الجانـب الشيـن

صحّى الفرااق اقلوب في عكسه..نيـام ... وغاب الفرح وانا بعكسه الـى اللحيـن

Email