مراوغات

بطولة الوهم

ت + ت - الحجم الطبيعي

علت وجهي ابتسامة ساخرة وأنا ارتشف فنجاني الصباحي، متفحصاً الخبر الذي طارت به معظم الصحف الخليجية والمتضمن نقل مباراة الرائد السعودي والجهراء الكويتي، المقررة الثلاثاء المقبل، من الكويت إلى البحرين (دولة محايدة)، ضمن مباريات خليجي 29 للأندية!!

كان السبب الرئيسي لنقل المباراة بحسب ما ورد من تأكيدات من اللجنة المنظمة والشركة الراعية، هو عدم وجود سيارات للبث التلفزيوني للمباراة، إذ إن سيارات البث بالكويت مشغولة بنقل وقائع مهرجان «هلا فبراير» السنوي، ولعدم استجابة وزارة الإعلام الكويتية إيجابياً مع دعوات البث لأسباب لم يفصح عنها!!

ربما نسمع مثل تلك الأعذار في دول نامية صغيرة فقيرة، لكن في الكويت أعتبر أن مثل ذلك العذر هو صورة صارخة للفوضى واللامبالاة بشؤون الكرة والرياضة بشكل عام، وتكريساً للاختلافات التي تضرب بأمواجها حتى ما يمس تعاون دول الخليج وفعالياتها!!

مثل هذا الخبر ربما لو تطاير عالمياً يسيء لسمعة الكويت التي لا نرضى أن تمسها نسمة هواء تقلقها، فما بالكم بحادثة كروية خليجية تكشف أن إمكاناتها أقل بكثير لمواكبة جدولها التنافسي!!

الكويت كشفت أن مثل تلك البطولة هي «وهم تاريخي» لم يعد له وجود، وأن اهتمامها بنقل فعاليات مهرجان ممتد أعلى بكثير من نقل مباراة لمدة ساعة ونصف الساعة يستمتع بها كل الخليجيين المحبين للكرة ومتابعي الفرقين!!

نسينا فوضى المنافسات العربية وتوقفها لتنحدر المآسي للكرة الخليجية!!

إذاً، لنقرر التوقف الجدي عند حاجز الحقيقية ولنعلن حدود الموقف من هذه البطولة الوهمية الفوضوية.

ماذا نستفيد منها؟

أين أنظمتها؟

في أول مباراة يتم نقل الملعب لدولة أخرى وكأننا في حالة حرب!!

بطولة وهم.. إنها تسيء للكرة الخليجية ومنظومتها وتعطي انطباعاً خطيراً بأن الشق يتسع بيننا وبين ما يطمح له ويشاهده ويعايشه المشجع الخليجي الذي سيرحل يوماً عن ميادين الحضور كما يفعل الآن بشكل متنامٍ!!

لا تحاولوا اللعب بمشاعر الوحدة واللحمة وشعارات الطنطنة الإعلامية.. فقط نظموا بطولات «زي الناس» أو أعلنوا فشلكم وارحلوا عنا!!

Email