كرة قلم

بالوتيلي ودموع التماسيح

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا أخفي عليكم أن أهم مشهد حدث في هذا الأسبوع هو بكاء بالوتيلي! نعم بالوتيلي، ذلك المتهور "الفهلوي" عريض المنكبين الذي استعرض بعضلاته في بطولة أمم أوروبا الماضية، خرج أمام نابولي والدموع "أربع أربع"، البعض اتهمة بدموع التماسيح! والبعض الآخر قال أخيراً اكتشفنا أن "ماريو" لديه إحساس ويبكي ويضحك مثلنا!

في رأيي أن "بالو" تغير كثيرا منذ قدوم سيدورف إلى ميلان وأصبح لديه الرغبة أكثر لتحقيق الفوز واللعب، فكما يبدو أنه أصبح مطيعا جدا لصديقه. وهذا البكاء نتيجة عدم رضاه على ما يقدمه منذ قدوم سيدورف. عموما الموضوع لا يحتاج لبكاء وهناك مواقف أكثر أهمية وحزناً كان يجب عليه أن يبكي فيها لو كان فعلا الفتى الأسمر حساسا.

في انجلترا لابد أن نشيد بهازارد، الذي وصفه طباخ المنتخب "بضريب خمس"، وهذه الكلمة تعني بأنه يأكل كل ما يراه أمامه، وكما سمعت في أحد البرامج الأجنبية التي تحدثت عنه بأنه "راعي سوالف"، أي أنه غير منضبط خارج الملعب ولا داعي لأن أخبركم ماذا يفعل وما هي الصور التي عرضتها القناة.

لكن لا يختلف اثنان على أن هازارد يعد أكثر موهبة وتطورا وتصاعدا من ناحية الأداء والشخصية في العالم! ماذا حدث كي يسجل هازارد هاترك؟ السبب هو مورينيو بالتأكيد. فعندما قال مورينيو لا أحتاج رونالدو وميسي في تشيلسي، كان يعلم كل العلم بأن لديه لاعباً سيزاحمهما على الكرة البيضاء في الملعب والذهبية على منصات الفيفا عاجلا!

في إسبانيا، يقول مدرب كرواتيا إن مودريتش كزجاجة العطر، كلما لمس الكرة كلما نثر عطره في الملعب وملأها رائحة طيبة وسحرا كرويا" أيوجد وصف أجمل من هذا؟ بصراحة أصبحنا نشعر ولو قليلا بأنه أهم عنصر في ريال مدريد هذا الموسم، لدرجة أنه أصبح أهم من رونالدو في بعض الأحيان. في رأيي بأنه يتقاسم لقب لاعب الأسبوع مع هازارد في هذا الأسبوع.

بعد أن قدم سفيان فاغولي أداء جميلا في الأسبوع الماضي ها هو قد يذهب على نهجه بن عطية مدافع ومهاجم روما، وأقول مدافع ومهاجم لسببين، الأول أنه يقطع بمعدل 12 كرة حاسمة من أقدام الخصم في كل مباراة وسجل خمسة أهداف هذا الموسم حتى الان، حاله كحال كلوزه في لاتسيو! ولابد أن نذكر أن محمد صلاح الذي قدم أداء جيدا نوعا ما في ظهوره الأول والذي لمس الكرة عشر مرات، 9 منها كانت صحيحة وكاد أن يسجل هدفا تاريخيا لولا براعة الحارس. تماما كالذي سجل بداية تاريخية مع ميلان، بحيث ظهر عادل تعرابت لأول مرة وسجل أول أهدافه بعد خامس لمسة للكرة! لكن من سوء حظه ان فريقة خسر وبكى بالوتيلي.

كل ذلك حصل لم يلق أي اهتمام إعلامي رغم أنها كانت غريبة والبعض منها تاريخية لكن الإعلام أطلق عبارة "عاد إليكم من جديد" نسبة لعودة ميسي للتهديف والتألق، بعد أن لم يكن كما عهدناه في آخر عشر مباريات، يلعب من يلعب ويبدع من يبدع .. في الأخير الصحف تريد بيع الورق للقراء فهي تعلم بأنه لو لم تُوضع صورة ميسي أو رونالدو لن تحقق مبيعاتها، تماما كما تفعل المجلات الفنية.

Email