مراوغات

كتكوت هلالي

ت + ت - الحجم الطبيعي

لن يكون سامي الجابر نشازا في قائمة تضم أكثر من خمسمائة مدرب مروا على الفرق السعودية والمنتخبات خلال الحقبة الماضية، حتى تتوجس إدارة نادي الهلال القلق والخوف من إقالته يوماً ما..!!

كلنا نحب سامي لاعباً وتاريخاً ومنجزات وأهدافاً وأخلاقاً وجماهيرية، لكن أن نحمل هذا الحب بشحمه ولحمه معه كمدرب فهذا برأيي يمثل عبئاً ثقيلاً على معادلة النقد وعدالة الحكم..!!

الجابر كمدرب لايزال «كتكوتاً هلالياً صغيراً»، وعندما أكتب كتكوتاً، أقصد أن هذا الطائر الصغير هو أحب الطيور لقلبي فأشبهه بالجابر الذي يخطو عامه الأول مع الهلال مرتدياً معطف التدريب وبدلة التوجيهات وقبعة التكتيك، حيث من الأجدر ألا نشطح بمطالبته بأمور أكبر من طاقته وخبراته التدريبية، وكذلك لن نلوم الإدارة إذا أجبرتها الظروف على أن تستبدله، فقد استبدلت عشرات ممن يفوقون الجابر خبرة وممارسة واحترافية..!!

اليوم الهلاليون بين نارين.. إما أن يتركوا الجابر يواصل مسيرته حتى انتهاء الموسم ثم يتم تقييمه بكل شفافية ووضوح.. وإما التضحية به خاصة إن لم يتجاوز الغريم التاريخي فريق النصر في مباراتهم الدورية المقبلة بعد ثلاث جولات، والتي ربما تحدد مصير لقب الدوري رسمياً..!!

كل الاحتمالات واردة لكن العاطفة تلعب دور «الوساطة» لإخفاء معالم أي شيء يخدش مسيرة محبوب الهلاليين سامي الجابر..!!

هل تعرفون مشكلة الجابر؟؟

جاء لفريق بطولات.. أي صعد لأعلى القمة مرة واحدة فإن لم يحقق شيئاً فهو فاشل بنظرهم، وإن تحقق فالجابر البطل لا الفريق لأن الفريق اعتاد على بطولات موسمية متعددة..!!

مشكلة أخرى..!!

الجابر ربما تسبب في انقسام شرفي بين الهلاليين المشهورين بتاريخهم بالتماسك وعدم تصدير المشاكل..!!

كلنا نحب هذا العالمي المبدع صاحب أروع ملاحم الملاعب..

إن أردنا قياساً عادلاً ومنصفاً فيجب أن يمنح الجابر فرصة موسمين على القل لسببين:

إكسابه مزيداً من الخبرة..

إعطاؤه فرصة تقديم ما يمتلكه من أدوات وخبرات..

كلنا مع المدرب الوطني..

السؤال: هل هو معنا؟

فاصلة:

اليأس هو الثمن الذي يدفعه المرء لسعيه وراء هدف يستحيل تحقيقه.

غراهام غرين

Email