كرة قلم

استنسخوا كفاح الكعبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

في مباراة لكرة السلة الأميركية قفز لاعب فوق لاعب الخصم وهم إلى جانب السلة، فضحك المعلق والمحلل الذي يجلس إلى جانبه على اللاعب لأنه لم يعد يقفز كما كان، أو ربما كما يفعل معظم لاعبي كرة السلة، ووصفوه بأنه مكثّر من أكل «كنتاكي»، وأن وزنه قد زاد ويجب عليه أن يبحث عن ناد صحي مختص في برامج التخسيس!

تخيلوا لو يقولها مثلاً زميلي المعلق عامر عبدالله: «يا حارس النادي الفلاني طالعتلك «كرش» أنا كمعلق جسمي «فت» ومثالي أكثر منك»، فهل تعتقدون أن عامر سيكمل مسيرته كمعلق؟ أم أنه في اليوم التالي سيجلس في بيته ويعلق على المباريات من خيمته الشهيرة.

رغم أنه لا يوجد هناك كلام جارح، فمثلاً لو شفنا حارس مرمى «راعي كرش» يجب أن نقول هذا لا يجوز، ولا يجب أن تمر مرور الكرام، أو تقول ما يدور في نفس المشاهد، لكن أنت كإعلامي أو معلق يجب أن تصرخ في كل مرة يقز فيها «بوكرشة» وتقول «سوبرمان»!

لكن في أميركا يعتبرون ذلك نقداً بناء، ويحق للمعلق وللمذيع ما لا يحق لغيره، وهذا النوع من المعلقين يجذبون مشاهدين بطريقة تدعو للاستغراب.

طريقة كفاح الكعبي في التقديم أصبحت شبيهة بطريقة الأميركان الساخرة، بحيث إنه يقول ما يريد بحجة أنه يضحكنا، ويوصل ما يدور في نفسه بطريقة تجعل من الذي ينتقده يضحك على نفسه! وهو يتميز بهذا الأسلوب بصراحة، فلا يستطيع فارس عوض مثلاً أن يقول: «أقووول.. غاب سياو وما في حد يقول مياو»، لكن عندما قالها كفاح الكعبي عدت على خير، لأن المتلقي يعرف أن «هذا كفاح وهذي خلاقينه»!

أنا لست هنا لأقول لكم إن كفاح من أميركا أو أنه أفضل مذيع رياضي، لكني أجزم أنه يجذب حتى من لا يفهم في كرة القدم، لأنه كما يثري الرياضي والمتابع الشغوف، يعطي المتابع البسيط الذي أقصى معلوماته الرياضة أن كرة القدم تلعب بـ11 لاعباً حقه.

لذلك نحن بحاجة إلى معلق أو مذيع ساخر، فمثلاً فارس عوض في الصوتية الأولى، ومعلق ساخر لمن يريد أن يرى المباراة ويضحك في الصوتية الثانية، فعندما يسدد اللاعب إلى المدرجات يقول: «شو بلاه طّير حمام؟»، أو عندما تفلت الكرة من يد الحارس وتدخل المرمى يقول: «شو هذا الحارس يمسك دجاج؟»، وإذا دخل لاعب فلاني يقول: ودخل صاحب السيارة الفاخرة الذي نراه كل ليلة في شارع جميرا يأكل من «فات برغر» ويعاكس الفتيات بحجة أنه لاعب كبير. أو حتى عندما يرى لاعباً مجهداً يقول «الصراحة ضغط المباريات لا دخل له في ذلك لأن اللاعب كان يرقص في «جلسة طرب» طوال ليلة أمس ولهذا السبب لا يستطيع أن يرفع قدميه عن الأرض!».

لست ضد فارس وعامر وعلي حميد أو محرضاً على كفاح الكعبي، لكن المعلق الساخر لبعض المباريات يجملها ويرفع عدد المشاهدين. فبدل من أن يكرر المعلقون كلامهم الاعتيادي الذي بدأنا نمل منه، والذي يعتمد على كلام فني وتكتيكي، فأبي وأبوك وعمك وجدك لا يفهمون ماذا يعني «4-4-2»، لكنهم بالتأكيد سيشاهدون المعلق الساخر الذي ينادي اللاعب «بو راس» نسبة لشهرته في الأهداف الرأسية، وقس على ذلك!

Email