آخر الأسبوع..

الأولمبية العمانية وفلسفة «الأرض والبحر»

ت + ت - الحجم الطبيعي

السبت

تبدأ المشاريع أفكارا..ثم تتحول إلى خطط على الورق..والناجحون فقط الذين يمكنهم أن يحولوا هذه الخطط من الورق إلى أرض الواقع..فهناك الكثيرون من يعلنون مشاريعهم وأفكارهم.. ثم تبقى حبسية الأدراج .. والقليلون الذين يملكون مقومات أن ترى أفكارهم النور..وعندما يكون العمل بعيدا عن الضجيج يعطيك أكثر من مؤشر.

.وأكثر من مفهوم..فهناك من يعمل بعيدا عن الضوضاء لأنه يبحث إلى الكثير من التركيز والكثير من العمل الجماعي..فيما ينتهج البعض أسلوب الترويج المبالغ في أفكاره.. مع تسليط الضوء على أي خطوة دون أن يكون هناك ناتج ملموس أو حقيقي..وشتان بين هذا وذاك ( فأما الزبد فيذهب جفاء).

وكاد البعض منا يعتبر السكوت الذي انتهجته اللجنة الأولمبية العمانية منذ الانتخابات التي مضت عليها (٨ أشهر) سكوتا محيرا.. خاصة وأنه لم نكن نشعر أو نستشعر الخطوات التي كانت تقوم بها الأولمبية العمانية..سوى بطريقة الاستشعار عن بعد..ولهذا كانت هناك علامات استفهام واستفسار حول جديد الأولمبية العمانية بعد تشكيلها الجديد..؟!

في الركن البعيد الهادئ..وكذلك بعيدا عن الصخب الإعلامي بعيدا عن ( البروبوجاندا)..قدمت الأولمبية العمانية رؤيتها القادمة التي تحمل عنوان ( الرياضة من أجل التنمية) في لقاء اتسم (بالشفافية والجماعية)، وتوقف أمام معظم إذا لم يكن كل المراحل والخطوات التي درستها الأولمبية العمانية ( قبل الانتخابات وخلال الفترة الماضية من عمر اللجنة الأولمبية)..حتى تعرف ما هو المطلوب منها..وما هو دورها..

وماذا عليها أن تقدم..فلم تكن الأولمبية العمانية تفكر بفكر شخص واحد..وإنما اتخذت من مبدأ اثنان افضل من واحد..و(٩٠ مفكرا أفضل من ٩ مفكرين)..ونجحت أن تستوعب الجميع..ولم تستبعد أحدا..في أنجح سياسات الاحتواء..وذلك من أجل تحقيق مبدأ العمل الجماعي..ومن أجل عمل أولمبي رياضي مميز.

فالأولمبية العمانية تسعى بأن يكون الكل شريكا في العمل الرياضي..انطلاقا من أن الكل يحمل المسؤولية ويستطيع أن يساهم بفكرة.. أو يساهم لتحقيق خطوة إلى الإمام..لذلك فعلت الأولمبية العمانية (الأقطاب المغناطيسية) لتتجاذب وليس لتتنافر.. وحتى هنا بأن تقنع الآخرين بأن يعملوا معك فائزا كان أو خاسرا في الانتخابات..قديما كان أو جديدا في الحقل الأولمبي الرياضي..فهي أولى خطوات الأولمبية نحو النجاح.

ترى الأولمبية العمانية أنها أمام مهمة كبيرة وضخمة وطويلة تحتاج إلى نفس طويل..فالتعاون المؤسسي من الأهمية بمكان لإنجاح رؤية الأولمبية العمانية ( الرياضة من أجل التنمية)..لذلك لم تكن (الاستقلالية أو التبعية) مقلقا لمضجعها أو حجر عثرة أمام فلسفتها الجديدة..

وإنما اتخذت من الانصهار والجماعية مع المؤسسات الحكومية أسلوبا لتحقيق الشراكة من أجل إنجاح العمل الأولمبي الرياضي القادم ومنها تحقيق (مشروع الرياضة للجميع من أجل الصحة)..والعمل معا في خطين متوازيين هو سياسة للتكامل بين الأطراف..دون أن تكون الأولمبية تبحث أن تكون ممثلة (لقمة الهرم الرياضي) في السلطنة.

.فالقمة لا تهم الأولمبية، وإنما ما يهمها أن تكون الأرض مستوية وصالحة لممارسة صحيحة وسليمة للرياضة الأولمبية.. مع اقترابها من الإعلام ليكون شريكا فعليا وليس أداة لتحقيق بعض الأغراض..بل وجاء الاقتراب مبكرا لبناء مشترك ..وليس شراكة (بعد كسر وتناثر الزجاج).. وهنا أرى بأن الأولمبية تعمل بسياسة اكتساب القوة الإضافية عندما تكون مع الكل على خط واحد وهي ترى بأنها تحتاج للآخرين أكثر من احتياج الآخرين لها..وهذه قمة التواضع لتحقيق خطوة ثانية نحو طريق النجاح.

Email