ثلاثي الأبعاد

"مقاعد ولكن!"

ت + ت - الحجم الطبيعي

نجح اتحاد الإمارات لكرة القدم في صراع المقاعد الآسيوية للنسخة القادمة في 2014 بالحصول على ثلاثة مقاعد ونصف بعد أن حلت ثالثا في ترتيب النقاط الخاصة بمعايير الاتحاد الآسيوي لكرة القدم خلف السعودية وإيران والذي نعتبره جميعا نجاحا إداريا يحسب للقائمين على هذا الملف لا سيما بعد أن تم تقليصها سابقا إلى اثنين ونصف..

وأتذكر حينها كيف قامت الدنيا وقعدت وبدأت الأقاويل وطرحت نظريات المؤامرة وأصبح الموضوع مادة إعلامية دسمة قتلتها برامجنا الرياضية بحثا وتفصيلا وتم التطرق حول هذا الإخفاق الإداري وأتذكر بعض زملائنا المحللين المخضرمين حين ألقوا باللائمة كلها على اتحاد الإمارات لكرة القدم وعدم فعالية أعضاء اللجان الذين يمثلون الدولة داخل أروقة الاتحاد الآسيوي.

ولأن الموضوع كان واضحا للعيان فقد استغربت حينها من عدم وضع الإصبع على الجرح مباشرة والإشارة إلى مستوى أنديتنا الذين يحملون لواء تمثيل كرة الإمارات آسيويا ومستواهم الهزيل الذي لا يعكس الموازنات والدعم المتوفر لهم حيث أصبح السيناريو الممل هو هزائم متكررة ولعب المباريات الاخيرة بالصف الثاني بعد ضياع فرصة الصعود، يعقبها تصريح المسؤولين في تلك الأندية من إداريين وفنيين بأن البطولة فرصة لتجريب اللاعبين مع ضرورة التركيز على بطولة دوري المحترفين.

وهنا مربط الفرس الذي يــجب الوقوف عنده طويلا حيث مازالت أنديتنا الرياضية تنظر لبطولة الدوري العام على انها البطولة الأهم لها حيث تأتي في المرتبة الأولى ومن ثم تأتي بطولة كأس رئيس الدولة وبعدها تأتي بطولة دوري أبطال آسيا، هذا إذا لم تتأخر رابعا بعد بطولة كأس المحترفين مع احترامي لكافة التصريحات المعلنة من إدارات الأندية.

وإذا أردنا فعلا تغيير الصورة التي استـمرت وترسخت في أذهان الشارع الرياضي سنوات طويلة يجب على ممثــلينا أن يضعوا هذه البطولة نصب أعينهم والتعـــامل معها بكل جدية لا سيما ونحن نخطو خطوات واثقة ومتميزة في مسيرة منتخبنا الأبيض الوطني الذي أصبح يحسب له ألف حساب ويشار له بالبنان بعد صعودنا الأخير لبطولة أمم آسيا القادمة بالعلامة الكاملة (إلى الآن) مع مستوى فني راق ومتناغم.

لذا أقول ... حصلنا على المقاعد نعم، ولكن رجائي بألا تتحول تلك المقاعد كمن يقطع تذكرة لمشاهدة فيلم سينمائي ويتخلف عن الحضور، ومن لا يستطيع النزال فعليه من الآن الاعتذار ليفسح المجال لمن لديه الرغبة والقدرة مع ضرورة تكامل الأدوار وتفعيلها بطريقة أكثر عملية مستقبلا ما بين أنديتنا الرياضية ولجنة دوري المحترفين لكرة القدم لكي تتهيأ لهم الأجواء المثالية لمشاركة نتمناها جميعنا أن تكون ايجابية.

فقد كان عام 2013 عام خير وتميز لكرتنا الإماراتية على صعيد المنتخب الأول وإذا ما أردنا التربع يوماً على عرش آسيا فعلى أنديتنا أن تستوعب مسؤولياتها وتعي تماما ما يصبو ويتطلع له شارعنا الرياضي وأنه لن يرضى أبدا بأنصاف الحلول.

 

همـــسة: "نفديك بالأرواح يا وطن ... اللهم احفظ الإمارات قيادة وشعبا ...".

Email