وماذا بعد؟

حراك كروي

ت + ت - الحجم الطبيعي

 يتمسك كثيرون وبخاصة ممن عاشوا لحظات ولادة دورات كأس الخليج على أن الدورة أحد أهم مسارات الحراك الكروي بالخليج ويحاربون بشكل يصل حد القسوم أحيانا الآراء التي تطالب بإعادة النظر بالدورة كونها تستنفد الكثير من بريقها إذا ما أخذنا بالاعتبار أنها تتجه بشكل كبير لتطبيق الإرادة السياسية الخليجية وليس الإرادة الكروية وما قرار دخول اليمن في الدورة ببعيد..!!

* * * * * * * *

**اليوم وفي ظل ازدحام الروزنامة الدولية وارتقاء الفرق والدوريات في كل دول الخليج ووصولها للمنافسة أسيوياً وارتفاع مستوى عقلية اللاعب الخليجي الاحترافية يجدر بنا التساؤل: وماذا بعد يا دورة الخليج؟!

 

* * * * * * *

من يشاهد البرامج الوثائقية التاريخية عن دورات الخليج يشعر بالخيبة والخجل فما من دورة إلا وتجد الانسحابات والمعارك والاحتجاجات والتنازلات حتى أصبحت كثير من القاب الدورة مشوهة وغير براقة ..!!.

* * * * * * *

أهل الخليج يحبون "الوناسة والسوالف" والتحديات ولذلك يحبون دورات الخليج لأنها تخرج ما في قلوبهم وتحسسهم بالتحدي لكن بريق الدورة يختنق حتى وإن كثفت البرامج وحاول الاعلام إنقاذها فلا نجوم في المنتخبات الخليجية، ولا خطط و لا مستويات عالية تخطف الأنظار تضفي على الدورة بريقاً أكثر، في ظل ارتفاع ذائقة الشاب الخليجي الكروية ومشاهدته لعتاولة الكرة في العالم، عبر الدوريات الأوروبية في مختلف الدول القوية على خارطة الكرة العالمية مثل إنجلترا وإسبانيا والمانيا وغيرها ممن تحوي على أراضيها نخبة نجوم الكرة في العالم، هذا بخلاف قمة مباريات تصفيات الأمم الاوروبية التي تحظى أيضاً باهتمام بالغ ومتابعة جماهيرية كبيرة ..!!

* * * * * * * *

لست ضد استمرارية الدورة لكني ضد الاستنفار الكبير الذي تتبناه وسائل إعلام كثيرة لدرجة إحساسك أننا أمام حدث كبير وجلل مثل بطولة كأس العالم .

هذا الاستنفار أطاح برؤوس تدريبية كبيرة وبنجوم كبار، كانوا ضحايا "التشنج الخليجي" وأطاح بكوادر إدارية ذنبها الوحيد أن دورة الخليج غير.. وهانحن ننتظر ما ستسفر عنه أحداث خليجي 21 في المنامة !!

* * * * * * * *

نعم دورة الخليج لذيذة وجميلة وتجعلنا اقرب لبعضنا البعض في دول منطقة الخليج العربي، لكن علينا أن لا نجعلها غصة بحلق دورياتنا وبرامجنا وأن نحدد هدفاً اخر لها وهو تقديم الوجوه الشابة والنجوم الواعدة بدلاً من احراق ما تبقى من استقرار، خاصة وأنها غير معترف بها دولياً من قبل "فيفا"..!!

Email