وجهة نظر

اتحاد طنجة والحمامات

ت + ت - الحجم الطبيعي

كان من الطبيعي أن تسقط بطولة كأس العرب للمنتخبات من حسابات الكثير من الدول لن يكون آخرها الإمارات كما سقطت بطولة العرب للأندية.. العمل العاطفي العشوائي القديم ليس له مكان اليوم.. هذا الأمر لم يستوعبه قادة الرياضة لسبب بسيط جدا.. أفكارهم وتوجهاتهم قديمة جدا لا تتناسب مع العصر الحالي إطلاقا.. بعضهم يحمل روحا جديدة لكن من حوله يكبلونه بأفكار الماضي وسياسات عصر الثمانينات والتسعينات..!

تخيلوا بطولة عربية خالصة يتم إقرارها بعد انتهاء موسم عاصف ومنهك بكل الدول وفي عز الصيف ...!

الرغبة في إقامة دورة بأي شكل تحت أي أرض المهم إقامة الدورة.. أمر غير مفهوم!. الفارق بيننا وبين العالم المتحضر أنه يبني خطواته على أرقام ومعطيات وأهداف، بينما نحن نبدأ وننتهي بالبركة والمجاملات والعواطف التي لا تنتهي..!

الفكر والاستقراء المستقبلي هو الذي يحرك التنمية الكروية باتجاه الأفضل فبينما احتفلت بعض الدول العربية قبل سنوات بتركيب الكراسي البلاستيكية بـملاعبها الرئيسية تحتفل الدول المتحضرة بتحويل بيئتها الكروية لعالم من الرفاهية المطلقة التي تصل إلى حد تكييف الملاعب ورسم طرق لكافة المواصلات للوصول إليها..!

الهمة والرغبة والدافعية.. لا يمكن أن تطلب من فريق أعمارهم تتجاوز الستين والسبعين وأن نطالبهم بأن يرسموا خارطة طريق حديثة.. هذا محال.. بل مستحيل .. أفضل ما يعملوه أن يتركوا من يريد أن يعمل بحاله..!

في الدول العربية كفاءات كبيرة وشباب متحمس ومتعلم.. لكنه مقيد.. مكبل.. لا يأخذ فرصته إطلاقا فالمناصب الرياضية -غالبا- معروفة لأشخاص لا يفصلها عنهم سوى القبر الذي لا يعترف بقرارات التمديد أو عقود الشركات..!

عندما يلتقط القادة الرياضيين العرب ووفودهم صورة جماعية ستجد أنها نسخة مع تعديل بسيط جدا من تلك الصورة التي التقطت لهم قبل نحو عشرين عاما.. هي نفس الوجوه.. نفس الأفكار.. نفس السوالف.. الأهم أن تكون اجتماعات اللجان بالمغرب أو تونس..!

اتحاد عربي فاشل في التنظيم.. فاشل في متابعة القرارات.. فاشل في إعطاء الشباب فرصة العمل القيادي.. كفانا مجاملات.. كفانا نفاقا.. اليوم يجب أن نخاطب الجيل الحالي باحترام كبير وأن نستمع إليه.. أليست تلك توصية الاجتماع العربي الأخير.. ماذا فعلتم لتستمعوا لهم؟ لا شيء.. عصر الكلام الإنشائي انتهى للأبد.. الفرصة ما زالت بأيديكم فلا تحرقوها بأيادي من فقدوا الصلاحية..!!

 

قبل الطبع:

لا تحكم على السيد بثناء الخادم عليه!!

Email