ليلة تختصر المسافات

رئيس التحرير المسؤول

ليلة تختصر المسافات

التاريخ:
ت + ت - الحجم الطبيعي

فخر لا يفوقه فخر، في مشهد تاريخي يبعث الاعتزاز والشموخ، عندما ارتفعت أعلام 192 دولة معاً يتقدمها علم الإمارات، في مدينة العالم، مدينة «إكسبو 2020»، وفي ليلة وصفها محمد بن راشد بأروع العبارات: «ليلة اختصرت المسافات.. وجمعت الأمم والثقافات.. ورسخت مكانة دبي والإمارات.. أهلاً بالعالم.. أهلاً بالمستقبل.. أهلاً بالإنسان من كل مكان في إكسبو دبي».

ليلة تاريخية بكل المعاني، تعزف فيها الإمارات سيمفونية إنسانية فريدة، وكما يؤكد محمد بن زايد بالقول: «الإمارات بقيادة خليفة بن زايد تفتح ذراعيها وقلبها للعالم على أرضها، ملتقى الحضارات والثقافات على مر التاريخ، وموطن التسامح والتعايش منذ القدم»، لتثبت أمام القاصي والداني، أنها دولة استثنائية وأنها بحق دولة اللامستحيل.

حدث تاريخي بحجم الوعد، وأكبر، يعلن بانطلاقه، تفوق دبي، وانتصار البشرية على أصعب ظرف عاشته في تاريخها، ويحفز آمالاً لا حدود لها تمهد أمام الإنسانية طريق عالم جديد كلياً عنوانه التوحد والتكاتف في مواجهة التحديات ورسم المستقبل الأفضل.

بقوة الإرادة، تبهر الإمارات ودبي العالم، بقدرتها الاستثنائية التي مكنتها من قهر تحدي الجائحة، لتجمع الإنسانية تحت مظلة واحدة، في إكسبو هو الأضخم في تاريخه، وتكون في هذا الوقت الحاسم، والظرف الحضاري الملحّ، المنصة المثلى للدول والمنظمات والعقول، لاستعادة مسارات التقدم والازدهار، وصياغة الحلول لكل القضايا العاجلة والمؤثرة في حياة الشعوب.

الإمارات وعدت، وها هي تصدق الوعد، كما أكد محمد بن راشد في تصريحاته الخاصة لـ«البيان»، بإنجاز وإبهار في تنظيم «إكسبو»، يمثل قمة الفخر الوطني والثقة العالمية بالدولة، التي ترتفع بسقف آمالها إلى جعل هذا الملتقى أرضاً صلبة لانطلاق تحالف خير تعم إيجابياته الجميع، وبناء جسور جديدة من التكاتف والتعاون بين الدول والشعوب، وترسيخ أسس أقوى للنمو الاقتصادي العالمي، والتنمية بكل جوانبها، والنهوض بكل قطاعات ومجالات المستقبل التي تعزز من حضارة الإنسان وحياته، وتضمن غداً أفضل لأجياله.

الفرص العظيمة التي تقدمها دبي اليوم للعالم، من خلال هذا الحدث الذي سيظل خالداً في الذاكرة، ستغير وجه الحياة، وتترك بصمات راسخة على مسيرة التقدم، وتعيد توجيه النشاط الإنساني كله نحو التأثير المسؤول في قضايا واحتياجات وتطلعات البشرية، عبر ابتكار آليات وحلول فاعلة لهذه القضايا، كما أنها تقدم للمنطقة الفرصة العظمى للمساهمة المؤثرة في ركب الحضارة الإنسانية.

الحلم الذي عملت من أجله الإمارات ودبي، عقداً كاملاً، بات واقعاً اليوم، وهو واقع تتباهى بكل فخر أنها وصلت إليه بقهر كل المستحيلات، والتغلب على أصعب الظروف، لترسم أمام العالم نموذج الأمل والإيجابية والتحدي والإصرار.

Email