عُمان منا ونحن منهم

رئيس التحرير المسؤول

عُمان منا ونحن منهم

التاريخ:
ت + ت - الحجم الطبيعي

تحتفل سلطنة عمان، اليوم، بعيدها الوطني الثامن والأربعين، الذي يمثل ميقاتاً للفخر والاعتزاز، وإعلاءً لقيم السلطنة وتعزيز حضورها، والوفاء لقائدها الذي أرسى أركانها، وقادها إلى هذه النهضة بكل ما تعنيه من تطور في المجالات كافة. يوم للمجد، يتجدد فيه تاريخ عمان، ويتجلى بأبهى صوره، قوة ومنعة.

في هذا اليوم يعبّر العمانيون عن الولاء لدولتهم، والعهد بأن تبقى السلطنة قوية عصرية، مثلما أرادها السلطان قابوس بن سعيد، مؤسس نهضتها وباني تقدمها، صانع مجدها ومعزز موقعها، فكانت نموذجاً للدولة الراقية التي يتمتع أهلها بحقوقهم مثلما يؤدون واجباتهم، وبما تعنيه من سياسة معتدلة تتسم بالتسامح والانفتاح، بكل هذه المنجزات على كل الصُّعد الداخلية والخارجية، بشهادة القريب والبعيد.

لقد كانت السلطنة وما زالت ركناً أساسياً في منظومة مجلس التعاون، وأسهمت دوماً في تعزيز البيت الخليجي، مثلما كانت العلاقات الإماراتية العمانية تستند إلى تاريخ اجتماعي وثقافي واحد، وتتطلع إلى مستقبل مشترك في سياقات الجوار والتاريخ والجغرافيا والبيت الخليجي العربي الواحد.

هي العلاقات التي تجذرت في عهد الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وبقيت حتى يومنا هذا، دليلاً على قدرة قادة وشعوب هذه المنطقة على أن يقدّموا نموذجاً أصيلاً عزّ نظيره في العلاقات الثنائية، بما يتفوق على كل التعريفات السياسية، علاقات يصوغها الدم الواحد والنسب والقربى، والتاريخ بما يعنيه من منصة للحاضر والمستقبل على حد سواء، علاقات تمكّنها الرؤية السياسية الحكيمة لقيادتي البلدين إزاء مختلف القضايا، والفهم المشترك للمصالح والأخطار.

العيد الوطني للأشقاء في سلطنة عمان عيد لكل بيت إماراتي، إذ فيه نسعد لهذا التمكين والاستقرار في السلطنة، وهذه المكانة العربية والدولية، وهو يوم يقول عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي: «نبارك لسلطنة عُمان الشقيقة عيدها الوطني الـ48 الذي يُتوِّج منجزات مسيرة نهضتهم المباركة في ظلّ قيادة أخي السلطان قابوس المعظم، حفظه الله، عمان منا ونحن منهم، إخوتنا وأشقاؤنا وعضدنا، وعلاقات ممتدة نفخر بها وترسخها شعوبنا كل يوم».

إن الإمارات تنظر بكل فخر إلى الأشقاء في السلطنة وهم يحققون نموذجهم المتميز من النهضة والتطور، وبما نراه من الشخصية العمانية التي تتسم بالاعتدال وتنفتح على الحضارات، وتنال نصيبها من التعليم، وتحظى في حياتها بكل هذه الخدمات، من صحة وتنمية، وترى في الموارد والثروات فرصة لتعزيز مكاسب الإنسان العماني، وتؤمن بأن الصراعات تنهك الأمم والشعوب، وأن التركيز يجب أن ينصبّ أولاً على الإنسان العماني.

هذه الأخوة العميقة، يصفها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ويقول في تغريدة له عنها بمناسبة العيد الوطني: «تهانينا القلبية ﻷخي السلطان قابوس بمناسبة العيد الوطني الـ48 لسلطنة عمان الشقيقة ولشعبها اﻷصيل، نقول: دمتم في سعادة وخير ونماء، مسيرة عامرة حافلة بالمنجزات في ظل قيادة فذة، الإمارات وعمان أخوة متجذرة وعلاقات ممتدة لا تزيدها اﻷيام إلا رسوخاً وقوة ومحبة».

نبارك لأنفسنا بمناسبة هذا العيد، مثلما نبارك لكل الأشقاء في سلطنة عمان، ونتطلع إلى أن يكون مستقبلهم زاهراً.

Email