أدوارنا في الحياة

ت + ت - الحجم الطبيعي

كل دور له أهميته في الحياة، ذلك أن النجاح في زاوية لا يبرر الفشل في زاوية أخرى، فالنجاح في العمل والوظيفة، لا يبرر الفشل في الزواج والطلاق، فالنجاح أو الفشل في أي دور، سينعكس على باقي الأدوار، وعلى الحياة ككل.

بدون الرؤية الشاملة على اتساعها لكل الأدوار التي نمر بها، قد نصبح ضحية الاستغراق في دور على حساب الآخر، من هنا، فإن عملية تنظيم الوقت والتخطيط واختيار الأهداف، سوف يسهم في تحديد أدوارنا بشكل استثنائي، يعبّر أحد الأشخاص المشغولين عن ذلك (خلال عشرين سنة قضيتها مديراً في عملي، كنت أذهب إلى الغداء مع الكثيرين من عملائي.

ولكنني بدأت أنتبه في الآونة الأخيرة إلى أنني لم أخرج مع زوجتي للغداء إلا نادراً، مع أن علاقتي بها من أجمل العلاقات، نتيجة لذلك، قررت أن أقوم بتنظيم حياتي ودور عملي، فبدأت الاهتمام بدوري كزوج.

فخرجت معها للغداء، وقررت أن تكون تلك من العادات الجيدة التي أعتاد عليها، وبالفعل تغيرت حياتي، وأصبحنا أكثر التصاقاً وقرباً، أصبح الاتصال بيننا سهلاً، ما أدى إلى القيام بأعمال أخرى، جعلتني زوجاً أفضل، ومع كل مراجعة أسبوعية لعملية تنظيم وقتي، اكتشف مزيداً من التقدم في هذه المهمة)، الواضح أن فهم أدوارنا في الحياة، يجعلنا أكثر وعياً بأبعادها المتعدد، وأهمية كل دور لنا.

ولكن أحياناً يكون عدم التوازن هو التوازن بعينه، مثال أن تهتم بوالديك، أو أن تقدم العطاء لخدمة مجتمعك، أو حتى العناية بأبنائك أو أسرتك، فهذه المواسم التي قد تكون مشغولاً فيها بالعناية بالآخرين، أو إنجاز أمر آخر قد يتحكم فيك، ويمنع عنك التركيز على أدوارك وأحلامك وطموحاتك، فتصبح أدوارك في الحياة من أجل مساعدة الآخرين، هناك الكثير من الناجحين في حياتهم، تخلوا عن النجاح أو التميز من أجل العناية بأسرهم أو أبنائهم، وهؤلاء وغيرهم يشعرون بالسعادة الغامرة، لأنهم اختاروا ذلك العمل من منطلق مبادئهم ورغبتهم، ورسالتهم وأهدافهم في الحياة لإسعاد الآخرين.

Email