الكلمة بوابة التغيير

ت + ت - الحجم الطبيعي

للكلمة قيمة كبيرة في النفوس، فهي تعتبر أشبه بالعصا السحرية التي تصنع المعجزات، ولها تأثير كبير على الفرد، لقد كان أجدادنا العرب القدامى لديهم الكثير من الوعي وفهم لهذه الحقيقة، إن للكلمة دوراً كبيراً وتأثيراً في تربية الطفل وتشجيعه على الشجاعة والثقة ومواجهة الحقيقة. للكلمة المكتوبة تأثير كبير وأثر بالغ، فالكلمة إن كانت طيبة سيكون لها تأثير جيد على نفسية الآخرين، وأما الكلمة القاسية فهي كالرصاصة، تصيب مباشرة ويكون لها وقع سيئ.

وعندما تصبح أكثر وعياً بكلامك، سوف تبدأ في رؤية التغييرات الإيجابية التي تحدث في جميع جوانب حياتك. كما يقال إن التعبير الشفهي أبلغ وأدفأ وأصدق، وتظل الكلمة المكتوبة عاجزة عن بلوغ حد الكمال الوصفي لأنها لا تستطيع أن تنقل روح الصوت وما يحمله من مشاعر. يقول الروائي والشاعر النيجيري غابرييل أوكارا في بداية روايته «الصوت»: «إن محاولة المؤلف التعبير عن أفكاره أمر صعب للغاية، حتى لو حاول أن يفعل ذلك بلغته الخاصة، فما يقال أو يكتب عادة لا يكون بالضبط كما يخطر على البال. بين ولادة الفكرة وتحولها إلى كلمات، يضيع شيء ما».

وأعتقد أنه كلما استطاع المؤلف أن ينقل أفكاره بسرعة وخفة على الصفحات، وكان مقدراً له أن ينجح في الحفاظ على وهج الفكرة، اقترب من التأثير، إذا قرأت نصاً وأحسست أن الكلمات تتنفس أو لها حياة، فاعلم أن مؤلفه ينجح في نقله سريعاً بين يديك.

لقمان الحكيم لديه كلمة تؤكد أهمية الكلام وتأثيره على نفسية الإنسان ونجاحه أو فشله، يقول: «إن من الكلام ما هو أشد من الحجر، وأنفذ من وخز الإبر، وأمرّ من الصبر، وأحر من الجمر، وإن من القلوب مزارع فازرع فيها الكلمة الطيبة فإن لم تنبت كلها ينبت بعضها».

 

Email