المعرفة قوة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يقول علماء النفس إن كل إنسان لديه مكامن قوة تميزه عن الآخرين، ولكن المشكلة دوماً تكمن في عدم فهمنا ومعرفتنا لهذه الجوانب، وبالتالي جهلنا بقدراتنا الذاتية وإمكانياتنا الهائلة، هذه الإمكانيات التي تستطيع أن تقودنا نحو التميز والإبداع، ولعل الأهم هو أنها تسير بنا نحو السعادة. لذلك لو فكرت في اكتساب المعرفة لا بد وأن تكون مستعداً استعداداً جيداً للمستقبل، وأن تثقف نفسك وتقرأ وتحضر دورات وأمسيات وتتعلم اللغات.. علّم نفسك واصنع مستقبلك.

أقول للعلماء والمثقفين كما قال أينشتاين: إن المعرفة قوة، وقال لو أن عندك معرفة بأنك تستطيع أن تعمل مصيدة للفئران أفضل من جيرانك فسوف يأتيك الجيران ليعملوا مثلك، لذلك ثقّف نفسك بالقراءة، فليس بالضرورة أن تنهي الكتاب كاملاً، ولكن يمكنك أن تستفيد من المعلومات التي توسع آفاقك وتعلم منها ما يمكن أن يعود عليك بالفائدة، لقد قرأت قبل مدة أن العالم الدكتور مارتن سيلجمان، رئيس جمعية أطباء الصحة النفسية الأمريكيين، هو من نجح في عام 1998 في نشر ما يعرف بعلم النفس الإيجابي أو علم دراسة السعادة، والذي يعرف بعلم مكامن القوة لدى الإنسان، والذي يهدف إلى تقوية هذه المكامن والعمل لدعمها وجعلها واقعاً في حياة كل واحد منا.

النظرية ببساطة متناهية هي أن يتم التركيز عند علاج المريض النفسي على محاولة إخراج أجمل ما في وجدانه، ومحاولة تعريفه بما يستطيع تقديمه في حياته من جوانب متعددة، وأن هذه الطريقة مع المريض خير وسيلة للعلاج.

وإذا كانت هذه الطريقة صالحة مع المرضى الذين يعانون من مشاكل نفسية تعيقهم عن التمتع بالحياة والنظر إليها بمنظار سليم، فمن باب أولى أن يسلك هذا الطريق كل من يتمتع بالصحة النفسية والذهنية.

إذاً، لماذا لا نعمل على التعرف إلى الجوانب المشرقة والجميلة والمميزة في شخصياتنا وميولنا وهواياتنا؟ لماذا لا نحاول التعرف إلى قدراتنا الحقيقية؟ وتعزيز كل هذه الإيجابية، لتدفع بنا نحو حياة أكثر صحة وسلامة وأيضاً أكثر نجاحاً وتفوّقاً.

 

Email