لنخترع أقوالنا وكلماتنا المأثورة

ت + ت - الحجم الطبيعي
المواقف أو الأحداث التي نمر بها، هي في الواقع جزء من التجارب الحياتية التي تصقل مسيرتنا في الدنيا، وتعلمنا كيف نتعامل مع بعض.
 
نحن بحاجة للتسامح والعفو، لكننا لسنا بحاجة للنسيان، لأن النسيان يجعل الأخطاء تتكرر، وخبراتنا لا قيمة لها، إن تراكم معارف وتجارب أي إنسان ثروة حقيقية، يمكن أن تفيد حتى الآخرين عندما يطلبون النصيحة. نعم لنسامح ونعفو، لكنني لست أبداً مع النسيان.
 
هناك قصة بليغة تحكى عن الكاتب الأمريكي مارك توين، وهو بالمناسبة كاتب ساخر، لكنه عرف أيضاً برواياته: مغامرات هكلبيري فين، والتي وصفت بأنها «الرواية الأمريكية العظيمة».
 
حيث حفظ عنه أنه قال ذات يوم: «لقد جئت إلى هذا العالم مع مذنب هالي سنة 1835، وها هو قادم ثانية العام القادم، وأنا أتوقع أن أذهب معه»، ولقد صدقت نبوءته؛ إذ توفي بأزمة قلبية في ريدنغ بولاية كونيكتيكت في الثاني من أبريل 1910، بعد يوم واحد فقط من اقتراب المذنب من الأرض، فرثاه الرئيس الأمريكي ويليام هوارد تافت.
 
هذا الكاتب الملهم ترك إرثاً كبيراً من المقولات الرائعة والبليغة، والتي يتم ترديد الكثير منها واتخاذ الكثير من هذه المقولات كشعار أو كمبدأ في الحياة، ومن أمثلة هذه المقولات: «لا تقل الحقيقة لمن لا يرقى لمستواها».
 
وغني عن القول أنه يمكنك أن تقذف بهذه المقولة في وجه أي شخص فقط لمجرد أنه اختلف معك أو أنه لم يقتنع بوجهة نظرك، بل إن هذه المقولة تعطيك الحق في الدلالة أنك تملك الحقيقة المطلقة والوحيدة والآخر الذي يختلف معك لا يعدو أو لا يتجاوز أنه شخص لا يرقى لمستوى هذه الحقيقة المطلقة التي تملكها، ولذلك كان من الخطأ أن تقول له تلك الحقيقة فهو أقل من يفهمها ويدرك أبعادها. نحن بحاجة فعلاً للتدقيق فيما نسمع، بحاجة لتعلم كيف ننمي في عقولنا الحس النقدي البليغ المبدع الراقي.
 
Email