«ذخائر إماراتية».. هدية الخمسين

ت + ت - الحجم الطبيعي
شكل كتاب «ذخائر إماراتية» الذي كان محور مقالنا الأسبوع الماضي، قطعاً طولياً في جدار الزمن مقداره 50 سنة من عمر دولة الإمارات، أماط اللثام عن خزين معرفي وثقافي غاية في الثراء والتنوع، تخللته مواقف وتجارب حياتية جرى تدوينها في سرديات معبرة ومتنوعة، تراوحت بين الفكر والأدب والإعلام والتعليم والجغرافيا والتاريخ والحياة الاجتماعية، شاملة البر بجباله ووديانه ونباتاته وأحيائه.
 
وكذا الأمر كان مع البحر على اختلاف موارده الفياضة. لتتكامل بذلك المحتويات لتحكي قصة توق الإنسان، ابن الأرض، إلى البناء والتقدم، ورفضه أن يعيش طويلاً بين هواجس المآلات المجهولة لتحدي الصعاب، وبين الأمل. فكان الانتصار وازدهر المكان بأهله.
 
والهدف من «ذخائر إماراتية» كما جاء في مقدمة كتبها رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، الدكتور علي بن تميم، هو تسليط الضوء على ذخائر مكتبة الإمارات، وإعادة تقديمها والتعريف بها، واقتراح مفاتيح ومداخل وزوايا نظر جديدة للتعامل معها والإفادة من مكوناتها، والتذكير بما تتضمنه من طروحات وأفكار وما أثارته من نقاشات، وما خلفته من بصمات. وأريد لهذا الكتاب الجامع للمتون أن يظل منجز الآباء والأجداد حاضراً في كل عمل إبداعي أو جهد أكاديمي يشرع فيه الأبناء لتمكينهم من مضاعفة الجهد والإنجاز كماً ونوعاً.
 
وتجد في كتاب الذخائر، إلى جانب كونه منجزاً مهماً بجزئه الأول، بعداً ربما لم يلتفت إليه البعض، يتناغم مع حكمة التنوع البشري في مجتمع الإمارات، كعامل إثراء إنساني واجتماعي، حسن توظيفه، وهو أن المشاركين في هذا المنجز كانوا مؤلفين مواطنين ومقيمين في الدولة، وقع الاختيار على مؤلفاتهم، ليمثلوا بإسهامهم الجماعي هذا معاني كثيرة، ورسائل أكثر.
لقد كان يعلمها جيداً القائمون على هذا المشروع الوطني الكبير. فالشكر بكامل إمارات الرضا لمركز أبوظبي للغة العربية على منجزة «هدية الخمسين».
 
Email