«ذخائر الإمارات».. كتاب نخبة المتون

ت + ت - الحجم الطبيعي

حينما تسمع ببعض الأفكار، وتتأمل خطوطها العريضة، تشعر بأنها ستكون غير اعتيادية. وفي انتظارها لتتحقق، وتصبح ناجزة، شوق وتلهف.

إحدى هذه الأفكار ما تحقق في كتاب «ذخائر الإمارات» الذي وصل إليّ، وتصفحته؛ فإذا هو مجموعة متون في متن واحد، إن جاز التعبير.

وكما التعامل مع مادة شائقة، مسرعاً، استعرضت العناوين وأسماء المؤلفين والملخصات الرشيقة للمحتويات؛ فاكتشفت أن حجم الجهد المبذول في هذا الكتاب المرجع كان كبيراً، لا من ناحية الوقت الذي استغرقه اختيار الكتب الخمسين، وهي الذخائر التي ضمها بين دفتيه، بل اللافت هو تلك الملخصات التي بسطت المحتوى وكثّفته، فقدمت للقارئ الكثير بكلمات قليلة، لتصبح بذلك - الملخصات - أشبه ما تكون بـ«قلب الخسة»، دلالة على لبّ الموضوع وصلبه، ناهيك عن اللغة والأسلوب الآسر، ليأتي بعدها الإخراج والتنفيذ المحكمان، ليكملا اللوحة الأيقونة. وأضيفت إلى ملخصات المتون الخمسين تلك، نبذ عن المؤلفين. وكتاب ذخائر الإمارات يرقى، بمجمله، إلى مستوى ماتع من الإبهار.

إن الكتب المختارة في «ذخائر الإمارات» من ناحية طبيعة محتواها، شملت ميادين شتى، العلمية والفكرية والدراسات الإنسانية بتشعباتها المختلفة، وبذلك يكون الكتاب قد حوى بين دفتيه نخبة المتون المحلية، التي صدرت في الـ50 عاماً الماضية من عمر دولة الاتحاد، ما يعني أن المتلقي حينما يقرأ هذا الكتاب المرجع، يكون عملياً قد قرأ خمسين كتاباً.

وكما بات معلوماً، فإن كتاب «ذخائر الإمارات»، في طبعته الحالية، يعد الجزء الأول، وسيتبعه الجزء الثاني في قابل الأيام، محتوياً، كما يُتوقع، على خمسين كتاباً جديداً، ويحمل العنوان ذاته. والكتاب جاء (هدية من مركز أبوظبي للغة العربية، بين يدي الخمسين الجديدة من عمر وطننا الغالي) كما جاء على الغلاف الأخير للكتاب.

ما قصة العناوين الخمسين تلك؟ وما علاقتها بالنموذج التنموي الذي قدمته دولة الإمارات؟ هذا ما سنضيء عليه في الأسبوع المقبل.

Email