ما الذي سيخرج من العقل الصغير؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

ثق أنه قبل كل اكتشاف أو اختراع هناك قصة مريرة لشخص كافح وسعى وراء هذا الكشف والاختراع دون كلل، وظل يحاول أن يثبت للناس ذلك الشيء، الذي يعتبره المجتمع والناس المحيطين فيه شيئاً مستحيلاً أو مخالفاً للمنطق، وفي بعض الوقت يتم اتهامه ومحاربته. هذه قصة تتكرر كل فترة من الزمن عندما نطالع قصص العلماء والمكتشفين.

أنا شخصياً مرت بي مواقف كثيرة، رأيت خلالها أطفالاً يقومون- وبعفوية- بالتفكير بأي أمور غريبة، ويصنعون بألعابهم أشياء مميزة، لكننا نعتبرها نحن الكبار «غريبة» فما إن يقوم هذا الصغير بفعل شيء غريب حتى يجد من حوله يضحكون ويسخرون منه، فيقوم بالتخلص من عادته الفطرية التي في داخله، ونحن لا نعلم حقاً أننا حين قمعنا شيئاً صغيراً جداً، وهو العمل الذي قام به ذلك الطفل، قد يكون هذا الشيء الصغير من أعظم الاكتشافات في المستقبل.

نقرأ اليوم العديد من القصص لأشخاص بدأوا حياتهم بأفكار صغيرة وبسيطة، واليوم باتت تلك الأفكار واقعاً ضخماً وعظيماً، سواء من الشركات أو المواقع على شبكة الإنترنت، أو حتى في المطاعم.

إن الفكرة تكمن ببساطة في مراعاة أطفالنا، وعدم كسر مجاديف التفكير الإبداعي، التي تولد معهم في عقولهم، الأفعال والتصرفات، وما يقوم الطفل بصنعه، ولا نعيرها اهتماماً، أو تضحكنا، هي نواة وبذرة تحتاج للرعاية والسقي والاهتمام.

لم يولد جميع العظماء والأثرياء وفي أفواههم ملاعق من ذهب، إنما واجهوا الأمرين في حياتهم، وتعرضوا للعديد من المحبطين والمستهزئين، وهؤلاء هم الذين تمكنوا من تجاوز تلك العقبات، لكن الكثير من الأطفال تم كسره، وثنيه عن تحقيق أحلامه، وتعرض في بداية حياته للفشل.

العديد من الأشياء العظيمة، التي نراها كان لها بداية بسيطة لم يتوقع أن تصل إلى ما وصلت إليه، لذلك ينبغي علينا إعارتها اهتماماً أكبر، وأن ننظر إلى الأفكار، التي يقوم بها أبناؤنا وننميها، ولا نحتقر أو نقلل من أي فكرة دارت في أذهانهم الصغيرة؛ فمن الذي يعلم ما قد يخرج من بين ثنايا هذا العقل الصغير؟!

 

Email