اللعب في الجانب الآمن ليس حلاً

ت + ت - الحجم الطبيعي

ثمة تعريفات تكون لافتة لمعنى كلمة «ثروة»، لكنها غير مألوفة في كتب المال والأعمال، ومنها هذا التعريف للكاتب الأمريكي «باكمنيستر فولر 1983.1895». ومفاده: «الثروة، هي قدرة الشخص على البقاء حياً لأطول وقت». عند تفكيك تعريف فولر هذا، يتبين لنا أنه يحمل فزعاً من التوقف عن العمل الوظيفي - كونه مصدر الدخل الوحيد للشخص - ليدفعه إلى التساؤل المقلق: كيف يمكنني النجاة من هذا المأزق؟

إن تعريفات كهذه هي «شطحات» يدأب عليها بعض الكتاب، منهم فولر الذي دائماً ما تأتي جمله غريبة، وحمالة أوجه. بمعزل عن القاعدة الفكرية التي استنبط منها التعريف أعلاه؛ فنحن في المنطقة العربية، وخلافاً لما ذهب إليه فولر. كلمة الثروة تعني عندنا: سعة في الرزق. أو امتلاك مال وفير.

مدخل كهذا أردته عوناً على فهم كتاب «الأب الغني والأب الفقير: ما يعلمه الأثرياء ولا يعلمه الفقراء»، لأبنائهم طبعاً. للكاتب روبرت كيوساكي 1947، المحاضر في التنمية البشرية حالياً، والطيار سابقاً، لكنه الآن أحد الأثرياء. سؤالنا الذي يمكن طرحه في ضوء كتابه القيم: هل امتلاك المال يحتاج إلى ثقافة خاصة، أو إلى قواعد محددة للانطلاق نحو الرخاء؟

كيوساكي يضع القواعد للانطلاق نحو هذا المفهوم، بإيراد مصفوفة معروفة هي: الأصول، الدخل، الإنفاق، والالتزامات. لينتقل بعدها إلى لب الموضوع: «ثقافة المال». فما ثقافة المال، ولمَ لم تعمم، رغم قدمها وأهميتها، فالناس يتطلعون بالفطرة نحو رغد العيش، إن لم يكن الإثراء؟

إن ثقافة المال كما يراها كيوساكي، هي أن تجعله يعمل عندك، حينها ستمتلك القوة والتحكم. وعليك الاحتفاظ بوظيفتك الأساسية، لكن ابدأ في شراء أصول حقيقية: عقار، أسهم، سندات مالية. ستشعرك بنوع من الأمان المالي. لكن لا تخطئ وتضع منزلك الخاص في خانة الأصول. كلما كنت بعيداً عن مشروعك الخاص، فأنت ما زلت تلعب في الجانب الآمن. لا تقل لنفسك: «لا احتمل خوض المخاطرة».

 

Email