هدف التدريب.. التحسين والمواكبة

ت + ت - الحجم الطبيعي

إن التدريب كونه مفهوماً يهدف إلى التطور والأداء الأمثل على مستوى الفرد أو المؤسسة، وهذا ما تؤشر إليه بوصلته في الأساس، بمعزل عن المحتوى وأساليب الأداء، التي تختلف من عصر إلى آخر، كما من مدرب إلى آخر. وتضرب عملية التدريب جذورها عميقاً في التاريخ الإنساني؛ إذ من القدم، بحيث ورد ذكرها في كثير من الحضارات البشرية، تلك التي سادت ثم بادت، ومفهومه ودوافعه وغاياته، انبنى على سؤالين جوهريين، هما: ما المهارات التي يحتاج الفرد- الموظف- إلى اكتسابها؟ وما المجالات التي يحتاج الفرد إلى التحسين فيها؟

ولاختصار مفاعيل التدريب/التمرين وأهميتها يحضرني مثل إنجليزي متداول، وله وطيد الصلة بالموضوع، مفاده: practice make perfect، وترجمته أن التمرين يصنع الأفضل، ويقرب الإنسان من الحالة المثلى، التي تجعل إتقان العمل، وتجويد الإنتاج عملية ممتعة.

وقد أدركت الدول الحديثة مبكراً أن استمرار التدريب يضاعف من أهميته، بحيث يصبح أشبه بالتعليم المستمر، لذلك أقرت له الميزانيات المالية المعتبرة، ووضعت له البرامج العلمية المتقدمة، واستقدمت مدربين أكفاء، كما اعتبرت العديد من المؤسسات والشركات عملية التدريب عملية تأهيل ضرورية، ينبغي على كوادرها العاملة حضورها لمرة أو اثنتين في العام حداً معقولاً، بل إن بعض المؤسسات ذهبت إلى ربط انتفاع كوادرها بالامتيازات كالعلاوات المالية، والترقيات وخلافها، بمدى التزامهم بحضور دورات التدريب، وإحرازهم نتائج جيدة، وهذه خطوة تحفيزية حميدة، كما تجدر الإشارة إلى أن بعض المؤسسات والشركات، في الدولة، وبعض الدول الخليجية، عمدت إلى تأسيس معاهد تدريب خاصة بها.

مقطع القول: التدريب ليس بدعة بل متطلباً للتطور المهني والتقدم المؤسسي، تعود فائدته على الموظف بالدرجة الأولى، ثم المؤسسة، لكن قطاع التدريب في المنطقة، كغيره من القطاعات، لا يخلو من معوقات. ترى ما هي تلك المعوقات والمشكلات؟ في المقال التالي سنعرض لها من واقع التجربة الميدانية.

 

Email