مؤشر «هانكي».. وفسحة الأمل

ت + ت - الحجم الطبيعي
يُسَر المرء عندما يقرأ في مؤشر السعادة، ليتعرف على سعداء في الأرض، وطرائق محافظتهم على هذه النعمة، التي تعدُّ الأسمى في الحياة لكل إنسان.
 
لكن في المقلب الآخر، الشخص ذاته الذي كان سعيداً في قراءته منذ قليل، حالماً يقرأ «مؤشر هانكي للبؤس العالمي» لعام 2022، تنتكس حالته، ليتواجع مع بؤساء العالم تلقائياً، لتنقله الذاكرة إلى رواية البؤساء للفرنسي فيكتور هيجو.
 
ويصدر المؤشر سنوياً عن جامعة هوبكنز الأمريكية، ويشرف عليه البروفيسور ستيف هانكي نفسه. ترى، ما النتائج التي جاء بها المؤشر؟
 
من حيث طبيعته، المؤشر صادم، على أساس أن البؤس حالة طارئة على البشرية، ولا يجب اعتبار غير ذلك، لا بد من القضاء عليها. لم يخلق الإنسان ليكون بائساً، وقد سخّرت له النعم كلها من حوله، وبما يكفي لجعله سعيداً.
 
على أية حال، فإن المنهجية العلمية للمؤشر، و«الاستقلالية» مرتفعة النسبية، تشفعان لاستعراض جانب منه بشكل مختصر. يذكر المؤشر أن الدول المذكورة في المؤشر - 157 دولة - يقع الثلث منها في العالم الثالث: أفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا، والوطن العربي.
 
وكذلك أسماء الدول الأكثر معاناة في «قائمة البؤس العالمي». تأتي الأولى زيمبابوي، والثانية فنزويلا، الرازحة تحت أزمة اقتصادية، تليها سوريا في المرتبة الثالثة، التي شهدت حرباً ضروساً زادت على العقد، ويأتي لبنان رابعاً، وبعده مباشرة جاء السودان خامساً، ثم ليبيا في المرتبة السادسة، ليحتل اليمن المرتبة السابعة.
 
لكن المؤشر له عندنا سؤالان؛ الأول: ما المقياس الذي اعتمده المؤشر للوصول إلى نتائج كهذه؟ هو في الحقيقة يجيب جزئياً عن هذا السؤال، بقوله إن العوامل التي اعتمدها في عملية المسح كانت نسبة البطالة، ونسبة التضخم، ومعدلات الإقراض، ونمو الناتج المحلي العام.
 
سؤالنا الثاني: هل هذه العوامل قائمة فعلياً على الأرض، في كل الدول العربية والأفريقية؟ بتقديري أنها ليست موجودة في أغلبها. مشكلة تواجه المنطقة العربية مع بعض التقارير والمؤشرات العالمية.
 
Email