وجهة نظر

أزمة الكتاب في 4 أسباب رئيسية

ت + ت - الحجم الطبيعي

في مقال الأربعاء الماضي، ذكرنا بأن هنالك أزمة في صناعة الكتاب في العالم العربي. ولأن السؤال المطروح: أين يقع الخلل؟ ظل بلا إجابة، ولّد سؤالاً جديداً: لماذا؟

في العالم العربي، معلوم أنه لا يوجد نظام موحّد لتسجيل الكتب الجديدة، مما يصعّب معرفة عدد الكتب التي تصدر سنوياً، لكن يمكن الاعتماد على أحد التقارير المهمة عن الهيئة العامة للكتاب في مصر، والذي جاء فيه: إن عدد الكتب المنشورة للعام 2020، يقدر بـ 15 ألف عنوان جديد. ومصر أكبر الدول العربية سكاناً.

يشارك في صناعة الكتاب العديد من المتعاملين، كما تؤثر فيها الكثير من العوامل؛ إذ يتشابك فيها الثقافي مع الاقتصادي والاجتماعي مع السياسي، والعديد من المهارات البشرية من مؤلفين أدباء وعلماء، ومطابع وورق وأحبار، وعمليات تجارية «توزيع وترويج وإعلان». وقطاعات من المستهلكين هم القراء، الذين تقع مسؤولية تأهيلهم على عاتق مصدر التغذية المعرفية وازدهارها، وهي صناعة الكتاب. وللعلم، ووفقاً لتقرير عن منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم والتربية «اليونيسكو». بلغ عدد الكتب الصادرة في العالم، لعام 2010 ميلادية، 2.200000 كتاب.

إن أزمة صناعة الكتاب في العالم العربي، تجمل بالأسباب التالية: ضعف الدعم الحكومي للثقافة والفنون والكتّاب والمؤلفين. معاناة بعض الدول العربية من صعوبات اقتصادية، ما يؤثر في القدرة الشرائية للمواطن، فتنخفض نسبة الإقبال على الكتب، لتتسبب تلقائياً في عدم قدرة الناشرين على تحمل تكاليف الإنتاج. انخفاض مستوى القراءة في العالم العربي يشكل تحدياً رئيسياً لصناعة الكتاب. وهنا تبرز أهمية مشروع تحدي القراءة العربي، إحدى مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية. الذي تم إطلاقه عام 2015 لرفع الوعي بأهمية اللغة العربية وإعادة إحياء عادة القراءة لدى الطلبة العرب، وتكريسها أسلوب حياة لصناعة أجيال مثقفة. ويشكل النسخ غير الشرعي للكتب، تحدياً ثانياً أمام هذه الصناعة. وأخيراً غياب العقود النموذجية الضامنة قانونياً لحقوق الطرفين، المؤلف والناشر.

Email