التعليم والشباب.. وصناعة النموذج

ت + ت - الحجم الطبيعي

ورد في كتاب «تطور التعليم في الإمارات 1904 - 1971»: ليس بالضرورة أن تعطي المُدخلات المتواضعة في التعليم، مُخرجات متواضعة أو ضعيفة.

كما قد لا تضمن المُدخلات القوية في التعليم، مُخرجات قوية. وأنصع مثال على المدخلات المتواضعة ومخرجاتها قوية: أن الرعيل الأول من القيادات التي كان لها فضل الجهد والعمل في تأسيس دولة الاتحاد في العام 1971، جلّهم كان مر بالتعليم المدني/‏‏ النظامي الذي بدأت مطالعه في الإمارات عام 1952. حيث كانت المدخلات متواضعة لكن المخرجات أتت قوية وفاعليتها لافتة. يشهد بذلك التاريخ المعاصر، والنتائج الملموسة على أرض الواقع.

وإشارة كهذه لا تعني عدم أهمية ووجوب أن تكون المدخلات قوية ومدروسة، كما هو اليوم في ميدان التعليم في الإمارات، والذي تلعب فيه الدور الأساسي المناهج المحكمة، والأسلوب الحديث في التدريس، وكفاءة المعلم والأستاذ الجامعي. هل التعمق في جزئية «المدخلات والمخرجات» سوف يحيل إلى أمور جديدة لم تكتشف بعد؟ ربما. والمسألة رهن المهتمين.

إن مقولة «احفروا في العقول وليس في الحقول» للبروفيسور ميلتون فريدمان، أحد الكتّاب اللامعين في جريدة «نيويورك تايمز»، والحاصل على جائزة نوبل لعام 1976. تكاد تؤسس لنظرية لها أضلاع ثلاثة: الموارد، والتعليم، والشباب.

ومحتوى النظرية «المفترضة» تفيد: أن البشر، والشباب خاصة، هم الطاقة الوحيدة التي لا تنضب أبداً، بينما الموارد، مهما تنوعت وتعاظمت، قد يأتي يوم ينخفض فيه مستوى وفرتها، ولسبب أو لآخر، قد تنضب. لذا، فإن الأولوية ذات الأهمية القصوى في الدول المتوثبة، التي تسعى لترسيخ ضمانات أشمل وأقوى لمستقبل أجيالها، هي توجيه مواردها، أو جزء معتبر منها، إلى الاستثمار في التعليم والشباب وصناعة النموذج. وجدير بنا الانتباه في الحديث عن الاستثمار، إلى مشروع ارتياد الفضاء؛ فكم من الشباب الخليجي والعربي اليوم، يتطلّع إلى رائد الفضاء سلطان النيادي. وهذا ما يسمى «صناعة القدوة أو النموذج».

Email