هل فقدنا الشغف؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما دمت تقرؤني الآن، فأنت تبحث عن حل، وهذا أمر صحي للغاية، يذكرك بأنك شخص سليم، مازالت تشعر بتلاشي الثوابت، لاسيما في «بعض» بيئات العمل التي كنا نحلق بها بغية التفاني، حتى بتنا غرباء بملامح مبهمة..

تطورت صور الإحباط الوظيفي على وجوه عدة، حتى وصلت للصمت واللامبالاة، وأرى أن هذه المرحلة، تمثل رأس الهرم، بعد أن مضى الموظف بصبر على استنفاد خيارات كثيرة، متمثلة في التحمل والاحتفاء بالأمل، بروح تتوق إلى البناء والعطاء الوظيفي بصدق وأمانة.

وهنا نذكر بلا أدنى شك، بعض بيئات العمل، التي لا تكل عن تهميش الطاقات، وانعكاس ذلك على ضعف الأداء والتراخي في جودة المخرجات الوظيفية والعطاء المجتمعي، كحق من حقوق المجتمع على الموظف في كل موقع.

وبغض النظر عن مسبب هذا الإحباط في بعض بيئات العمل، يصاب الموظف المتفاني في مقتل، حينما يدرك أن «شلته العزيزة»، هي سبب تعبه وآلامه وإحباطه، وأن البيئة المسمومة التي يشاع بها القيل والقال، هي من تنخر عزيمة البناء والإبداع، فعندما تغيب المعرفة والمهارات في هذا السباق المحموم، تصبح «المحسوبية» سيدة الموقف، وينهار البناء وتتسع الفجوات.

بعض بيئات العمل بحاجة إلى غربلة، لإيجاد بيئة عمل جماعي بروح واحدة، لا مكان فيها للمزاجية الفردية، وأن يحظى الجهد فيها بالتقدير، وأن تكافئ الطاقات بديمومة الدعم، والعدل في التقييم، لتقليل جموع المحبطين من الموظفين، والوصول إلى حالة سكون والتزام واتزان ثم عطاء.

لفتت انتباهي قبل فترة، دراسة لمعنويات العاملين في الإدارات الحكومية، في «كتاب نظام التفاهة» للدكتور آلان دونو، التي ركزت على حقيقة مفادها أن العاملين يعانون من الاكتئاب، بسبب الفارق بين ما يعرفون من حقائق، وبين ما هو معلن، وقتها أيقنت بصدق، كم يهم هذا الكثير منا، فسألت نفسي: ماذا لو سألنا الموظفين في مسح باختلاف مواقعهم، عن مدى رضاهم عن بيئات عملهم؟ أعتقد أننا سنخرج بنتائج مثيرة للاهتمام.

 

Email