مسارات حياتية

العطاء في رمضان

ت + ت - الحجم الطبيعي

جميلة هي ليالي رمضان، لها أجواء خاصة، عامرة بالروحانية والإيمان، نحبها جميعاً بلا استثناء، فيها نتذوق حلاوة الإيمان والعطاء، ونشعر بدفء العائلة التي يلتم شملها تحت سقف واحد، وعلى طبق واحد قد لا تتوفر الفرصة دائماً للاجتماع حوله، حيث كلنا يسعى لمجاراة تسارع الحياة، الذي يشغل حيزاً كبيراً من ساعات يومنا، تلك فرصة لنقترب أكثر من أبنائنا وبناتنا.

في ليالي رمضان تقترب القلوب من بعضها البعض، وتزداد العلاقات الإنسانية ألقاً، بينما يرتفع منسوب العطاء لدى الجميع في رمضان.

حيث شهر الكرم والبذل والمحبة، فيه يشعر الإنسان بمعاناة الآخرين ممن ضاقت عليهم السبل، وقست عليهم الظروف، فتمتد إليهم الأيادي البيضاء بالأمل والمساعدة، فجميعنا يقلص خطواته أكثر نحو عمل الخير، ابتغاءً لمرضاة الله تعالى، وجميعنا يجتهد في العطاء، تطبيقاً لقول رسولنا الكريم، محمد، صلى الله عليه وسلم: «افعلوا الخير دهركم، وتعرضوا لنفحات رحمة الله، فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده».

في شهر الصيام، العطاء متنوع، وله نماذج كثيرة، بعضه يتمثل في الصدقات، التي تطفئ غضب الرب، وبعضه يكون في الجهد والعمل والصبر على التعب، وبعضه يكون في منح الوقت والمال والجهد لمساعدة الفقراء، وللعطاء في رمضان متعة، وعبادة لا تتم تحت شروط معينة أو بالإكراه، وإنما بقناعة ومحبة خالصة لوجه الكريم تبارك اسمه، إيماناً بأن كثرة العطاء تزيد النعم.

وفي رمضان كان رسولنا الكريم «أجود من الريح المرسلة»، كما يقول ابن عباس، رضي الله عنه: كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل عليه السلام، وكان يلقاه جبريل كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ، فيعرض عليه النبي، صلى الله عليه وسلم، القرآن، فإذا لقيه جبريل كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أجود بالخير من الريح المرسلة.

مسار

متعة العطاء في رمضان تكون أكبر لمن يُقدِّمونه ولمن يصلهم.

Email