التطوع.. من أجل قلوبكم

ت + ت - الحجم الطبيعي

ظلت القيم الإنسانية، كالعطاء والإيثار والتضحية والبذل وحب مساعدة الآخرين، محل إعجاب وتقدير الجميع في كافة العصور. 

ولعل العمل التطوعي يجمع هذه الخصال أو معظمها، ذلك أن هناك تضحيةً بالوقت ومساعدةً للآخرين وبذلاً دون مقابل أو انتظار الحصول على كلمة شكر، فالذي قرر أن يقوم بعمل تطوعي هو في الحقيقية يقوم به لنفسه، ليشعر بروحه ويعظم وجوده ويحس بمكانته، وأن هناك أناساً بحاجة لخبراته الحياتية حتى يتمكنوا من السير على الطريق الصحيح، وكلما تنوعت واختلفت الأعمال التطوعية في أي مجتمع كانت فائدته أكبر وأعم وأشمل.

للتطوع والعمل التطوعي لذة فريدة، حيث يجلب الراحة النفسية وسعادة لا تدري من أين تنبع، خاصة إذا ما تمكنت من إتمام عملك بنجاح وبدأت تشاهد ثماره ونتائجه على الآخرين، ومعظم الذين يعملون في مجال العمل التطوعي يدركون أبعاد هذه الحقيقة، بل هناك من تحدث عنها باستفاضة وشرح، العلم أيضاً يؤكد مثل هذه النتائج الإيجابية التي ستغمر كل من يمارس العمل التطوعي، ولعل آخرها الدراسة العلمية التي وجد خلالها عدد من الباحثين البريطانيين في جامعة كولومبيا أن التطوع جيد لصحة القلب حتى في سن مبكرة.

ماذا لو سعينا كأفراد إلى نشر مثل هذه القيمة الإنسانية في كافة مفاصل حياتنا من العمل إلى المنزل وصولاً إلى الأماكن العامة كافة؟ ماذا لو احتوت مناهجنا الدراسية خاصة للنشء على تعزيز العمل التطوعي ومساعدة المحتاجين دون انتظار مقابل، وكثفنا تعزيز هذه القيم النبيلة في المدرسة وفي المنزل وكافة مؤسسات المجتمع. 

حتماً سوف تكون حياتنا أكثر إيجابية وصحة، بل سيسعى الكثيرون إلى التقليد في البداية ثم التنافس على مثل هذه الأعمال التطوعية، وبعد مرور بعض الزمن ستتحول إلى مضمار يتسابق فيه الكثيرون، ويكون منبع هذا العمل الروح والرغبة الصادقة في نشر الخير وبث أجواء السعادة لدى الآخرين. هي دعوة لتخصيص جزء من أوقاتنا لتقديم الخدمات ومد يد العون للآخرين المعوزين والفقراء، ليس من أجلهم وحسب، وإنما أيضاً من أجل قلوبكم.

Email