سلاحك يقظة الضمير

ت + ت - الحجم الطبيعي

واحد من أهم الدوافع نحو النجاح وتحقيق التميز، يكمن في داخل كل واحد منا، وليس في الآخرين، النجاح والمثابرة والتفوق مصدره الرئيسي نابع من الذات، ومن داخل النفس، عندما تكون في وئام وسلام نفسي، وأيضاً قادر على معرفة عيوبك الداخلية، التي تعرفها ويجهلها الآخرون، عندما تكون ملماً وفاهماً لقدراتك ومواهبك وميولك، فأنت قادر على النجاح، أما إن كنت شديد الحساسية، وترفض أن يوجه نحوك أي نقد، فضلاً عن الاعتراف بأخطائك حتى لنفسك، فأنت تسير نحو الأخطاء المتكررة، والتي لا فكاك منها، والتي ستجعل منك شخصاً سلبياً، ولن يحقق النجاح الذي يرغبه ويتطلع له.

ولعل الدرس الرئيسي هنا هو ألا تلتمس الأعذار لنفسك، ألا تبرر أي خطأ تقع فيه، بل على العكس يفترض أن تكون رّدة الفعل عند وقوع أي خطأ صغر أو كبر، هي المبادرة أولاً بالاعتراف به، ثم البدء مباشرة في علاجه وتصحيحه، الاعتراف فائدته الكبيرة أنه يوجه رسالة للذات، وكأنها رسالة تعليم وتوجيه بأن عليها فعل الصواب والصحيح أو ستزيد الأعباء عليها لتصحيح ذلك الخطأ.

عدم التسامح مع النفس ومحاسبتها، وعدم التبرير لها أو التماس الأعذار يعني الجدية والمهارة، والأهم أنها تعني تحمل المسؤولية، فضلاً عن يقظة الضمير وقوة الحضور الذهني، وعدم التساهل حتى مع النفس في أي خطأ، ويمكن أن نعمم مثل هذه المراقبة على النفس، لتشمل مراقبة السلوكيات الضارة أو غير الحميدة، هذه المراقبة هي خير تربية وتقويم للنفس البشرية، وكما يقول الكاتب اللاتيني بوبيلوس سيروس، الذي عاش حتى عام 29 قبل الميلاد: الجبان يزعم أنه حذر، والبخيل يزعم أنه مقتصد. لا تترك لنفسك العنان، وحاسبها على السلوكيات والأعمال، كن أنت أول من يراقب نفسه، لا الآخرين، ولتكن أداتك الرئيسية في هذا السياق يقظة الضمير.

 

 

Email