مسارات حياتية

التخطيط ووثيقة الخمسين

ت + ت - الحجم الطبيعي

الطموح لا يشيخ في قلب الإنسان الناجح، فهو طريقه نحو العلا والرقي، ولكن التسلح بالطموح لا يكفي، لارتقاء درجات العلا، لذا تكمن هنا الحاجة إلى التخطيط، الذي يمثل جوهر الأشياء والعمود الفقري للحياة العملية، فهو أحد المكونات الأساسية للإدارة، ومن خلاله يمكن استكشاف المستقبل.

إلى أين نحن ماضون؟، سؤال قد يبدو عادياً ولكنه في الواقع ثري للغاية، كونه يشكل جوهر التخطيط الاستراتيجي، والإجابة عنه تمثل نوعية المكانة التي نتطلع الوصول إليها بعد فترة من الزمن، والتي عادة يتم تحديدها عند وضع الخطط الاستراتيجية، التي يتم فيها الأخذ بعين الاعتبار كافة المتغيرات الخارجية والداخلية، ونوعية الأهداف المراد تحقيقها، وجوانب التكامل في العلاقات العملية وحتى الإنسانية، والبيئة المحيطة بنا، بحيث تصبح جميعها مكونات أساسية للإدارة الناجحة.

الإمارات استطاعت الإجابة عن سؤال «إلى أين نحن ماضون؟»، وعلى إثره وضعت الأهداف الاستراتيجية للخمسين عاماً القادمة، بكل ما تفرضه من استحقاقات وواجبات، وتطوير في الرؤية العامة للسياسة الداخلية والخارجية على حد سواء، ذلك ما يمكن أن نتلمسه في «وثيقة الخمسين»، التي نشرها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وحملت بين ثناياها رؤى الدولة، والأهداف التي تسعى إلى تحقيقها خلال العقود المقبلة، وحددت آليات العمل القادمة لتنفيذ مبادئ الوثيقة التي جددت شباب الدولة، وحددت المكانة التي تتطلع الإمارات إليها بعد 5 عقود.

المدقق في مبادئ الوثيقة، يكتشف مدى عمق التخطيط الاستراتيجي الذي مضت به القيادة الرشيدة، وهو ما يفتح أعيننا على آليات التفكير المنطقية والمبتكرة التي تنتهجها الدولة، ما جعل من عملية التخطيط الاستراتيجي هذه مبتكرة وخلاقة، وتحمل الكثير من المبادرات المستقبلية، التي ترفع من أهمية رأس المال البشري، بما يحقق التنمية المستدامة ويعزز من مكانة الدولة العالمية.

مسار

التخطيط الاستراتيجي.. الطريق نحو المركز الأول.

Email